كي نزيل هذا من الطريق: هل ستحزن لو قام أحدهم بقرصنة عمل لك واتاحه للجميع بالمجان؟ اجل، ولا... أولاً أجل سأحزن لانه قٌرصن ولم يعد لدي قدرة على متابعته بشكل مباشر، وربما قليلاً إذا انخفضت المبيعات. ولكن لا ربما لأنني سأصبح أكثر شهرة، أو ربما تزداد المبيعات... ربما أقرصن الكتاب بنفسي وأنشره بشكل غير قانوني وأجعل بعض صديقاتي ينشرن عنه في مجموعة عصير الكتب... تبدو خطة جيدة.

هذا مقال وأقول رأيي الحاسم وأريد التصفيق؟ لا. اريد فعلياً معرفة آراء الجميع، ولهذا سأذكر كل ما مررت به، كشخص يكتب، وشخص يقدم الكتب الإلكترونية المقرصنة. لأختصر الوقت لا أكثر.

اتحدث عن العالم العربي. لذا لا تحاول جلب أمثلة من دول أخرى. شكراً.

الجانب القانوني للكتب الإلكترونية في العالم العربي:

هناك الكثير من السبل حقيقة للوصول للكتب الإلكترونية في العالم العربي قانونياً، اصبر معي قليلاً، لا استخدم ال/s هنا وانما اتحدث بشكل جديّ.

  • الكثير من الكتب الموجودة في مواقع الكتب العربية المقرصنة، ليست مقرصنة حقيقة. الكثير منها انتهى الوقت القانوني لحقوق نشرها "من 25 وحتى 70 عاماً". الكتب الكلاسيكية المنشورة في بدايات القرن العشرين كلها سقطت حقوقها بعد وفاة الكاتب طبعاً.

مصدر:

  • هناك منصات فعلية قامت بالعمل الورقيّ الصحيح لبناء منصة كتب الكترونية مجانية وتوّفرها برضى من دور النشر والكتّاب، مثل أبجد، هنداوي، وبعض مكتبات الجامعات العربية.

  • لن اذكر اسماً هنا، ولكن هناك دور نشر تتيح نسخاً الكترونية من الكتب المنشورة فيها، واغلب هذه الكتب من نوع "بعشة جنيه" ولكنها سوق ضخمة، هناك قراؤها، ولا أمتلك شيئاً ضدها. على العكس.

  • الكثير من الكتّاب "الأحياء" يسمحون بنشر كتبهم على الانترنت، وأمثلة على هذا مع أدلتها في الروابط التالية:

http://www.ahmedfagih.net/i...

إذا هذا ينهي نقاشي عن "وجود" سبل للحصول على الكتب الإلكترونية مجاناً في العالم العربي، وأضف لذلك متجر كيندل الذي يمتلك تشكيلة واسعة من الكتب التي يمكن شراؤها. والكثير من دور النشر التي تبيع نسخاً الكترونية من كتبها على الانترنت.

القرصنة للكتب الإلكترونية في العالم العربي:

  • هناك الملايين، حرفياً. من المواقع التي تنشر الكتب الإلكترونية المقرصنة عربياً. الكثير من هذه المواقع مبنية على بلوغر بنطاقات قابلة للإتلاف وتتعرض لإغلاق دوري من غوغل. هذه المواقع المؤقتة تعتمد وأغلب الظن على نفس قاعدة البيانات، وفيها الكثير من الروابط العاطلة

  • هناك مجموعة من المواقع العربية التي تقدم الكتب المقرصنة، وتقوم بذلك بشكل مقبول نسبياً، ولكن مع إضافة "عصرة" من تعجيز المستخدم سواء بالعدادات أو الصفحات المتتالية. لن اذكر اسماءاً لانني لا أريد إشهار أياً منها. وأيضاً لا أشجع شخصياً على القرصنة. /s

  • هناك مجموعة قليلة جداً من المواقع العربية التي تمتلك بنية قوية بشكل مبالغ فيه، وتقدم الكتب المقرصنة بطريقة أفضل من القانونية، وأيضاً مجدداً لا أريد الترويج لها. حتى أن أحدها وصل للائحة ترشيحات إحدى الجامعات الملكية السعودية "وهو موقع للقرصنة".

موقعي يقع في الفئة الثانية تقريباً، ربما لا ارتهن وقت المستخدم ولكن بنية الموقع ليست أفضل ما يكون، أعمل على هذا حالياً بأي حال.

السبيل اللاقانوني للحصول على الكتب الإلكترونية ببساطة أسوأ في مجمله من الطريق القانوني، ولكنه يتغلب بنقطتين: الأولى غزارة المحتوى، والثانية كثرة المنابع التي تظهر وتختفي. هناك مواقع تظهر وتختفي ضمن أيام، وهذا يجعل المستخدمين ينجذبون أكثر لهذا الخيار من مبدأ "هناك دائماً طريق للوصول للكتاب مجاناً"

هل القرصنة امر أخلاقي في هذه الحالة؟

أنا مع الطرف القائل بأنها غير اخلاقية. هي سرقة مهما نظرت لها. ولكن يمكنني تفهم وجهة نظر المستخدم للكتب المقرصنة. أغلب الكتب العربية لا تصل لها اغلب الكتب، هناك حواجز للبيع في بعض الدول، الكتب المحظورة، الكتب المفقودة، سوء خدمات الشراء في بعض الدول، وضعف المكتبات وغيرها.

ولا تنس ارتفاع الاسعار يا هادي!

كلا. ارتفاع الاسعار ليس مشكلة فعلية. لأن صاحب المحتوى هو وحده من يقرر ثمنه. وليس المشتري، وإلا لكان علينا الاعتراض على اسعار سيارات فيراري ومطالبة الشركة بتقديمها بسعر أرخص للمنطقة العربية.

بالنسبة لأصحاب المواقع المقدمة للمحتوى المقرصن؟ بالطبع هي غير اخلاقية. مهما كان المبلغ الذي تكسبه من هذا الموقع فهو حتماً ليس ملكك. أجل ربما تكون تعبت في التصميم والبرمجة وإضافة الكتب، ولكن هذا لا يعني أن لك حقاً في سرقة جهود الكتّاب. بالطبع أقول هذا لنفسي قبل بقية المقرصنين

حسناً، ماذا عن الكتّاب ودور النشر؟

هم أيضاً مذنبون هنا، وقبل أن تشتمني سأشرح لك لماذا في نقطتين سريعتين: دار النشر التي لا تتابع كتبها تخون ثقة الكاتب، وهناك دور نشر عربية "مثل دار المعارف ودار العربية للعلوم" تتابع كتب مؤلفيها ومترجميها وتطالب بإزالتها. الكاتب أيضاً مذنب لأنه لم يتابع محتواه، ولم يطالب دار النشر بالإزالة، ولدي فكرة جيدة عن سبب هذا أشرت له في المقطع الأول من موضوعي.

الجميع مذنبون، القرّاء، المقرصنون، دور النشر، واصحاب المحتوى... من أكثرهم ذنباً؟ كلهم.

يمكن حلّ المشكلة ببساطة، لو توفر بديل سهل الوصول، وكانت دور النشر أكثر تجاوباً، وكان القراء أكثر تفهماً وانفتاحاً لشراء الكتب الإلكترونية. لو حصل هذا ستنتهي القرصنة. وفّر الكتاب الإلكتروني بسعر منطقي ولو وصل للعشر دولارات بدلا من الثلاثين إلى الخمسين التي تعرضها حالياً، وسيقتنع الكثير من المستخدمين بشراء الكتب.

هل قرصنة الكتب تضر حقاً بالصناعة

نعم، ولا.

اذا كان الكتاب علمياً، فهي تضره حتماً. لا نقاش أبدا ان قرصنة الكتب العلمية المدفوعة أمر شيطاني ولا يمكن أن يتفق احد عليه. لأنها على عكس الروايات تحتاج مجهوداً وطاقة هائلة للانتاج. "في الحالة العامة"

اما بالنسبة للروايات فلدي نظرة مختلفة قليلاً. الروايات تنال شهرتها حالياً بعد القرصنة. ال/s الموجودة في الفقرة الأولى من هذا الموضوع من قصة حقيقية، من كاتب حقيقي، وكتاب حقيقي. هناك شخص قام بذاك فعلاً. وهو يدرك ان قرصنة كتابه ستجلب له المزيد من الشهرة وبالتالي المزيد من المبيعات.

هل هذا يجعل الامر اخلاقياً؟ ربما... لا أدري حقيقة... لم احزم أمري بعد... لأن الجاني والمجني عليه هنا نفس الشخص.

في سياق منفصل، مشاركة الكتب ليست أمراً مستحدثاً. و"المبيعات الضائعة" أمر وهمي منذ بداية صناعة الكتب. المكاتب العامة والمكاتب الإلكترونية تتشاركان في الكثير من الأشياء، وهناك الكثير من الكتّاب الذين يؤمنون ان القرصنة هي الشكل الجديد للمكتبات العامة، وأن على الكتاب الاخرين التشجيع عليها.

هل أوافق هذا؟ إلى حد ما... المشاركة ليست أمراً مستحدثاً. ولكن الكتب الإلكترونية دفعتها إلى حدود جديدة غير مسبوقة.

إضافة لما سبق؛ القارئ الذي لا يدفع ثمن الكتاب، ليس من السوق المستهدفة للكاتب أصلاً. تماماً مثل البرمجيات المسعرة ب200 و300 دولار. لا تستهدف المستخدم العربي الاعتياديّ، وقرصنته لها "على الرغم من كونها لا اخلاقية" هي لا تضر فعلياً بالشركة.

الكثير من النقاشات حول "حرية المعرفة" و"حق الوصول" جرت هنا أيضاً في حسوب، سواء في موضوع الأخ عماد السابق أو في مواضيع سابقة، وكلها تمتلك حججاً قوية... ولكنها ليست كافية "لتقطع" رأيك بأمر القرصنة.

اضافة لذلك كله، امر نسيته واضفته في تعديل: الخطر الاكبر على صناعة الكتب ليس الكتب الالكترونية وانما الكتب المزورة التي تطبع وتباع، هذه تقتل السوق الفعلي للكتب، على عكس الكتب الالكترونية التي تؤثر على جزء بسيط فقط من المبيعات. (تقدير شخصي لا مصدر له)

ماذا عنك؟

شخصياً كما ذكرت، لدي موقع صغير للكتب المقرصنة... في الفترة السابقة لاقى الموقع رواجاً كبيراً، وبدأت افكر جدياً بأمره... الموضوع الأخلاقي بالنسبة لي هو المعضلة بعيداً عن الموضوع القانوني... لأن القانون حالياً إلى جانب المقرصنين في العالم العربي.

حالياً، احاول نفي صلتي بالموقع نهائياً، واجهز نفسي لإغلاقه في أي لحظة بمجرد حزمت رايي بالموضوع... أو ربما أبقيه... لازلت في مرحلة "المناقشة النفسية" لهذا. ولكن ريثما أصل للقرار، الموقع ليس لي :")

بماذا قمت لأحاول تغيير حقيقة "اللا أخلاقية" في موقعي؟

تواصلت مع بعض الكتاب الأحياء، وبحثت كثيراً بخصوص الكتب الموجودة في الموقع وكتّابها... ووجدت أن الكثير منها قانوني في الحقيقة... انقسمت الكتب بين "أحمر، أصفر، وأخضر" حيث الأحمر يدل على الممنوع نشرها "أزيلت مباشرة" و "أصفر" انتظر رد أصحابها أو لا يمكنني التواصل معهم -في القرن الحادي والعشرين، ولا موقع رسمي لدار النشر أو مؤلف الكتاب- والاخضر يدل على انها قانونية.

الكثير من الكتب الصفراء... الكثير من الرسائل التي لم يرد عليها من الكثير من الكتاب والمؤلفين...

هل هذا يبرر ما افعله؟ لا. هل انا راض عمّا أفعله حالياً؟ أجل... على الأقل إلى أن أجد مقاومة هائلة من طرف دور النشر وضربات الحقوق التي تنهال على رأسي لتحطم وجود موقعي... إلى ذلك الحين سأستمر بدفع ثمن النطاق ليبقى الموقع موجوداً.

قانونياً؟

لا أخزن أي كتب على سيرفرات الموقع، واوفر روابط لها في صفحات لا تتضمن اعلانات... وهذا يجعلني خارج المسائلة القانونية نظرياً -اقول نظرياً لأن الصحيح أنني مسؤول عن توفير الروابط هذه، ويمكن الاعتراض على هذا وازالة المحتوى بسببه-. الكتب موجودة على الانترنت بأي حال ولكنني فقط أوفر روابطها بشكل سهل.

يمكن لدور النشر ان تقوم بضربات DMCA على الروابط، لن يضرني بشيء على أرض الواقع -قانونياً-، سيزال الرابط فقط والملف فيه، ولن يتأثر الموقع ككل... ولن أعيد نشره "بما ان المالك لا يوافق على ذلك"... لهذا قانونياً لا مشكلة بما أفعله.

لا أحد يتخذ حركات قانونية جديّة، وهذا ما يجعل كل هذه المواقع تظهر وتختفي.

في النهاية. هذا تقريباً ملخص كل الفلسفة المحيطة بحقوق النشر... لو كنّا في ألمانيا مثلاً لكان الامر اسهل بكثير "غير قانوني، غير اخلاقي، غير متوفر" ولكن في الدول العربية "قانوني، غير اخلاقي، متوفر" تجعل الامر اكثر صعوبة.

ما رأيك بهذا؟ لا تكرر أياً من النقاط في الاعلى، أضف للنقاش بمعلومات وحقائق وآراء جديدة... لأنني قرأت الكثير ومن قرأ الموضوع لن يحب تكرار ما فيه.