هل العلم يدعم او ينفي حرية الارادة؟
و فقا لمعتقدك الديني هل الانسان مسير ام مخير(حرية الارادة)؟
و هذا ايضا يرجع لعوامل محددة ايضا
عقلك في تلك اللحظة اختار ان لا يسب
هذا يرجع لحالة العقل كتكوين كادي(تشابك الخلايا العصبية) و الثقافة/ المعلومات التي اكتسبها عقلك من البيئة و كل ذلك خارج عن ارادتك
اي انك مسير في سبه و في عدم سبه
الفرق بين المخير و المسير هو وجود الخيارات و إمكانية الإختيار منها، أما مسألة على ماذا بنيت قراري فهذا موضوع مختلف كلياً و يسمى في علم النفس reinforcement learning وهي أن بالأساس الخيارات التي تختارها هي في النهاية نتاج لمجموعة أحداث مشابهة سابقة حدثت معك جعلت أكثر قدرة على تحديد الأنسب لك، و مجرد أن لك القدرة على الوصول للمخزون المعلومات الهائل الذي تكون عبر الزمن فهذا بحد ذاته تخيير
أما التسيير، فهو أن الخيار لن يكون بيدك و لو طرحت مجموعات كبيرة من الخيارات أمامك، و الإختيار الذي سيتم لن يكون مرتبط بأي تجارب سابقة و قرار عقلي بل سيكون عن طريق طرف ثالث هو المتحكم بإختياراتك دون وجود قدرة منك على تغييرها حتى لو كنت مقتنع أنها لن تكون في مصلحتك.
أما المثال المطروح حول إمكانية أن يسب جاره من عدمها فهي هنا تخيير، لأن عقلك و الذي هو أنت في النهاية هو من سيختار بناءاً على الأنسب لمصلحته و ذلك بناءاً على كمية معلومات كبيرة جمعها عبر السنين و ربطها ببعضها البعض ليتخذ القرار.
في النهاية عقلك هو أنت و ليس شخص آخر، لا يمكن أن تقول أن عقلك إختار، فمثلاً في الكمبيوتر العقل يمثله المعالج، لا يمكن أن نقول أن الكمبيوتر لم ينفذ أمر معين و إنما المعالج، وذلك لأن المعالج هو جزأ من الكمبيوتر المسؤول عن إتخاذ القرار و العقل هو جزأ منك و ليس شخص آخر ينافسك بأي شيء، هو بإختصار أنت.
و هذه هي لب معظلة الارادة الحرة
ان اختيارك لامر ما ليس الا تراكم لاحداث سابقة، و ليست نابع من شيء اصيل و مختلق من قبل الشخص نفسه
لنأخذ مثالا تخيليا
لو كان هناك كونيين متطابقيين بكل شيء عند ولادة شخص ما، فاذا كان الشخصان اتخذا نفس القرارات تماما فهنا كلاهما لا يملك الارادة الحرة
اما اذا كانت قراراتهم مختلفة فانهما كلاهما او احدهما يملك ارادة حرة
أنت تقصد أنها تعرضا لنفس الأحداث و لنفس التجارب وقابلا نفس الأشخاص في نفس الأماكن و بنفس الظروف و كانا لنفس الأبوين و الأقارب و الأصدقاء و المدرسة و الجامعة و العمل
إذاً أنت تتحدث عن حياة شخص واحد مضروبة ب2
هذا المثال يقترب من الإستحالة لسبب واحد فقط، القرار الأول.
القرار الأول هو القرار الذي يعتمد على الإختيار دون خبرة و هو قرار عشوائي على الأغلب، بناءاً على هذا القرار سوف يعيد العقل توزيع النتائج بعملية تسمى backpropagation
و بما أن القرار الاولي هو قرار عشوائي فإن إحتمالية تقاطعه مع شخص آخر صعبة جداً.
كما أن القرار الأولي هو ليس قرار واحد بل هو قرار في كل منحى جديد في الحياة، فتخيل كمية القرارات الأولية التي لن تتشابه بين الأشخاص و التي سيبني على نتائجها العقل القرارات المستقبلية المتعلقة بكل حالة.
و تخيل أنه بعد فترة من الزمن و بفعل عملية ال reinforcement learning فإن نتائج القرارات المختلفة في المجالات المختلفة تتحد سوياً ليصبح العقل قادر على الإستفادة منها جميعاً ليتخذ قرار في منحى جديد في الحياة لم يجربه مطلقاً
الموضوع ليس كما تتخيل و هو أعقد بكثير و لكنه مبني في النهاية على قراراك الأولي و الذي هو بإرادتك
أما أن تتخذ كل القرارات المستقبلية بشكل عشوائي لكي تسمى حرية إختيار دون الإستفادة من الخبرات السابقة فهذا ما يسمى بالغباء.
التعليقات