امس ، ظهرت صفحة غامضة بإسم ( ريم بنت الوليد بن طلال ) تحتفي بأن أباها الامير الوليد خرج من السجن ، وأنها - كنوع من الاحتفال - تعلن عن 120 سيارة لاند كروزر 2018 ستمنحها عشوائياً للمستخدمين ..
المطلوب من المستخدم - بحسب البوست - هو كتابة ( تمّ ) ، وعمل مشاركة للصورة ..
طبعاً لو أتيت بطفل صغيـر له ادنى استخدام بالسوشيال ميديا سيدرك ان الصفحة مزيّفة Fake ، وان الموضوع هو مجرد تكرار لسخافة الاستخدام للسوشيال ميديا .. لا فيزياء هنا أو حاجة لذكـاء خارق لفهم الموضوع فوراً ..
لكن النتيجة ، بعد 10 ساعات فقط : 30 ألف شخص كتب كلمة ( تمّ ) ، وحازت الصورة على 40 ألف شير ..
===
هنا ، نحن بصدد حالة محيّـرة من شيء ما ، يفوق وصفه كلمة ( الغباء ) او السذاجة .. نحن امام جحافل حقيقيـة من الحمقى ربما .. أو جحافل حقيقية من المساكين .. وفي الحالتين ، الامر سيّان في خطورته ..
بشكل عام ، معروف ان الجماهير في السوشيال ميديا بكل لغات العالم وثقافاته يشيع بينهم المغفلين .. هذا طبيعي .. ربما هذا هو اساس نجاح الفيسبوك أساساً .. لكن للامانة ، على مدار سنوات عملي، ومع متابعتي للصفحات العالمية .. لم يمرّ عليّ أبداً هذا النوع من الجهل الذي نراه في الصفحات العربية ..
اذا كانت الصفحة Fake ، فإن الأربعين ألف شخص الذي " سوّى شير " هم أشخاص حقيقيون من لحم ودم ، يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق ، يتابعون الاخبار ولهم آراءهم السياسية والفكرية والانسانية ..
ما الموضوع ؟ .. هل هذا جهل ، أم نقص تعليم ، أم سذاجة ، ام عدم فهم المستخدم لقواعد السوشيال ميديا ؟ ..
طبعاً لا داعي أن أذكّــر بأن هذا البوست هو مجرد نزهة بجانب منشور " الكلب برأس العصفورة " الذي يمتلئ بتعليقات سبحان الله ، ومئات الآلاف من المشاركات..
هل هذه الحالة طبيعية ؟ .. هل يوجد مثلها في اي مكان في العالم ؟
التعليقات