هذه أحد القصص التي قرأتها على موقع BBC وأثارت في نفسي فضول النقاش ومعرفة آراء الناس.
بالرغم أنها جاءت على الموقع كخبر، إلا أني سألخص القصة في الأسفل بشكل مختصر.
في عام 1994، وبالتحديد في ليلة 29 من سبتمبر، تم إطلاق النار على الطفل نيكولاس، والذي يبلغ من العمر سبعة أعوام.
نيكولاس جرين، من عائلة أمريكية، كان مع والديه وأخته في عطلة عائلية في ايطاليا. وكما يصف والده، ريج جرين: "بدأت أشعر بالقلق عندما مرت بقربنا سيارة سوداء وبقيت خلفنا للحظات، إلا أنها بعد لحظات تحركت فشعرت بأنه لا يوجد داعٍ للقلق."
ولكن لم تكن تلك الليلة لتمر بسلام، فقد أطلق أحد الأشخاص الموجودين في ذات السيارة رصاصةً اخترقت النافذة الخلفية لسيارة ريج. نظرت ماجي جرين (والدة نيكولاس) للخلف، وبدا لها أن الأطفال نائمون بسلام. إلا أنه بعد لحظات، وكما يصف ريج الموقف الصعب: "أشعلت الإضاءة الداخلية للسيارة، ولكن نيكولاس لم يتحرك. نظرت عن قرب وإذا بلسانه يخرج من فمه مع آثار للقيء على ذقنه." "هذه أتعس لحظة قد مرت عليّ في حياتي كلها، " يقول ريج.
نيكولاس مات بعد الحادثة بأيام في المستشىفى. وهكذا، تكون قد تحولت عطلة عائلة أمريكية إلى كابوس في شوارع إيطاليا.
لم تمنع بشاعة الموقف عائلةَ جرين من أن تتخذ ذلك القرار الذي سوف يساعد 7 عوائل من مختلف مناطق ايطاليا. نعم، لقد قرروا أن يتبرعوا بأعضاء نيكولاس.
تبرعت العائلة بالقلب لشخص يُدعى Andrea Mongiardo والذي مات هذا العام. وتبرعت بالقرنية (اثنتان)، الكليتان، الكبد لستة أشخاص مختلفين.
بقية القصة:
أحببتُ أن ألخص القصة باختصار، ولكن في الواقع أن هذا الطفل قد سمي باسمه شوارع ومدارس وحدائق في ايطاليا. فيلمٌ في عام 1998 أُنتج بالاستناد إلى قصته. أحداثٌ كثيرة وتغطية إعلامية كبيرة تلقتها قصته.
القصة جميلة بحق، حيث أنه لا يتخذ مثل هذه القرارات في مثل هذه المواقف إلا من لديه شجاعة ورغبة عارمة في تحسين حياة البشر. فهم في الحقيقة، بقرارهم هذا، قد أسعدوا 7 أُسر، وأكثر، ألهموا مئات الأشخص من حول العالم للتبرع بأعضائهم.
ولكن تخيل معي الموقف. يُشرّح جسم ابنك بعد موته وتُستخرج أعضاءه! صدقني، الأمر ليس سهلاً بالمرة.
في ايطاليا، وفق ما ورد في الخبر، يقومون بالتبرع بأعضاء الميت، إلا إذا لم يرد ذلك.
وأنا أتساءل، ما مدى انتشار ثقافة التبرع بالأعضاء في عالمنا العربي؟ هل نحن على استعداد لفعل ذلك؟ وهل المستشفيات مجهزة لذلك؟ لا أعلم، ولكن أعتقد أن الأمر بالفعل قد انتشر؛ فأنا أسمع قصصاً بين الحينة والأخرى عن أشخاص يوقعون ورقةً بأن يُتبرع بأعضائها عندما يموتون. لا أعلم عن صحتها.
الآن، أريد أن أسمع منكم. ما رأيك في موضوع التبرع بالأعضاء؟ هل ستتبرع بأعضاء ابنك أو أياً كان إذا مات؟ هل ستوافق على التبرع بأعضائك أنت عندما تموت؟ ما هو السبب الذي سيدعوك لفعل ذلك أًصلاً؟ انساني/ديني أم ماذا؟
التعليقات