الموقع ومنذ الصباح الباكر عبارة عن نوعين من الموضوعات، ترامب، وترامب

في الحقيقة لم اكن متابعاً شرساً للانتخابات، ولا اكترث كثيراً لما حصل في هذه الجولة الانتخابية، كون الاسوأ قد حصل فعلاً في المنطقة، ولا اسوا من هذا يمكن ان يحصل قريباً.

ولكن مع ذلك، حصلت الكثير من المواقف التي جعلتني احترم الشعب الامريكي، الانتخابات الامريكية، والثقافة الامريكية، على الرغم من حلقة العباطة التي حصلت البارحة، والتي انتهت بتتويج العبيط الاكبر "كما توقعت سابقاً" على كرسي العباطة الامريكية.


  • بريد الكتروني بعنوان click bait من شركة poket يقول "اصواتكم لا تهم، لا تقوموا بالتصويت لهذه الاسباب" وفي داخل البريد الالكتروني كانت دعوة للتصويت في نهار الانتخابات، مع التنويه ان العنوان كان مزحة وانه ساخر

  • بريد اخر، موقع من المدير التنفيذي من الشركة، يعتذر فيه عن التصرفات الصبيانية التي قام بها موظفوه المسؤولون عن اشتراكات البريد الالكرتوني، واعلن انه سينضم الى حملة "صوت من فضلك" بشكل جدي، ودعا الجميع للتصويت

  • الصفحات السياسية كلها، والتقنية، والشخصيات البارزة كلها، اجمعت على موضوع "قوموا بالتصويت" دون التحدث عن "صوتوا لهيلاري" او "صوتوا لترامب" فهذه الصفحات لا تبحث عن "الواسطة" لها في الدولة، وانما تشجع الشعب فقط على التصويت بحيادية، حتى لو كان الصوت مخالفا لتطلعاتها

  • في الساعات الاخيرة قبل بداية التصويت البروبغاندا توقفت، لم يعد احد يتحدث عن "صوتوا لفلان" حتى في الصفحات السياسية، وهو ما جعلني مستغربا لفترة

  • الشعب كان مدركا تماماً ان كلا المرشحين هما من اسوا ما جاء على امريكا، اعجبني تعليق احدهم ردا على شخص بريطاني كتب "صوتوا لمن تريدون، فقط أبقوا ذلك المهرج المعتوه خارج البيت الأبيض" ليرد عليه الامريكي "أي واحد منهما، عليك ان تكون أكثر تحديداً"

  • في اكوام الشماتة التي عاشها الانترنت العربي بعد فوز ترامب، الشعب الامريكي عاش في حالة حزن حقيقية بنسبة 50% منه، ولكن لم يمنعهم ذلك من اكمال اعمالهم، لم يوقف ذلك الفوز او الخسارة شيئا من مكونات البلاد، كل شيء استمر كما هو عليه

  • ترامب بحد ذاته، على الرغم من كونه عبيط، وغبي، ومستفز بطريقة استفزازية، الا انه والى الان "بعد ان اصبح رئيساً" لم يدل بتصريح مخجل، ربما يكون هذا بشارة خير لكونه سيصبح اكثر استقرارا عقلياً بعد توليه المنصب، او ربما شيء اخر

  • لم اشاهد امريكيا ينتحب على اوباما، على الرغم من ان السنوات التي استلم فيها ادارة البلاد كانت في افضل حالاتها، وكان ينجز الكثير من الاشياء لصالح شعبه، مع ذلك لم اجد شخصا واحدا يقول "اوباما هو امريكا" او "اوباما والدنا لا يمكننا ان نتخلى عنه"... مهما كان جيدا او سيئا هو مجرد رئيس اخر

  • بينما كان العالم كله مشغولا بالانتخابات الامريكية، ومن ثم اصبح مشغولا بتحليل نتائج الانتخابات الامريكية، والالاف من المحللين السياسيين اصبحوا يبحثون عن تداعيات الوضع في امريكيا، الامريكيون ذاتهم كانوا قد عادوا لحياتهم الطبيعية، بعد عملية سنوية يقومون بها، بشكل اعتيادي كل اربع سنوات، وليست ظاهرة فلكية تحصل كل مئة عام


في النهاية، مبارك على الشعب الامريكي ديمقراطيته التي لن تجعل شيئا اسوا مما هو عليه، والتي أثبتت ان الخبرة لا قيمة لها مقابل المال، وان دونالد ترامب بامكانه ان يصبح رئيساً، بعد ان كان الامر كله عبارة عن مزحة سمجة، واصبح الان واقعاً نعيشه

بالنسبة للوطن العربي، الجانب الايجابي الوحيد انه لا يمكن ان يحصل شيء اسوا مما حصل، لذلك، مه، من يكترث