كبداية، انا لا اتحدث عن الدكتور الفقي رحمه الله كشخص، او كمصلح اجتماعي، او كشخصية اجتماعية مهمة، اعلم تماماً ان كتابات الفقي كانت ذات أثر كبير في حياة الكثيرين، وان الكثيرين يعيشون حرفياً على وقود التنمية البشرية، انا فقط اطرح وجهة نظري لا اكثر ولا اقل.
عندما تقال كلمة التنمية البشرية امامي، او كتب الدكتور رحمه الله، او دورات التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية والديناميكا الحسية، هناك ثلاث محاور تثير فضولي:
المحور الأول:
الدكتور ابراهيم الفقي جيد ومصلح انساني، ولكن مما قرأت من كلامه، اغلب ما يكتبه عبارة عن هراء معسول لا يمت للواقع بصلة.
لا ادري هل هو بسبب الاختلاف الزمني ام الثقافي كونه مصري ومن حقبة زمنية اخرى، او لان كلامه فعلا هراء، ولكن كلما قرأت شيئاً كمفاتيح النجاح او اساليب التقدم في الحياة، اشعر وكأن احداً يجلس ويكتب اي شيء يخطر في باله، او هو stating the obvious ولا يضيف أي معلومات جديدة سوى انه يضعها في قالب منمق.
تكقي صورة لابراهيم الفقي جانب اي عبارة من الهراء الذي لا علاقة له بأي شيء، ان تجعل هذه العبارة مقدسة، وهذا ما يجلبني الى المحور الثاني
المحور الثاني:
هناك آبل فانبويز، سامسونغ فانبويز، وابراهيم الفقي (رحمه الله) فانبويز
معجبي الدكتور رحمه الله يثيرون غثياني دائماً
حقاً لا استطيع تحمل الجلوس مع احد عشاق التنمية البشرية ولا لدقاق، امر مثير للشفقة والغثيان على حد سواء، يكرر العبارات وكأنها دستور حياة، يتخذ من صورة الفقي رحمه الله خلفية لهاتفه، ينشر عباراته على صفحته الشخصية، وهو لم ينهي حتى لعبة في حياته، ليس لديه انجاز سوى انه قرأ كل مؤلفات فلان، او انهى الدورة الفلانية في الديناميكا اللغوية العصبية... هذا مقرف حقاً ان يعتقد انسان انه انجز في حياته شيئا ما وهو يراوح مكانه لا يفعل شيئا سوى الاستماع الى الهراء ليلاً نهاراً.
لا تهم كمية الكتب التي قرأتها، النوعية هي التي تهم، لا يهم الكاتب المهم المحتوى، قد يكتب أحدهم كتاباً جيداً واطنان من الهراء
المحور الثالث:
انا مدرب تنمية بشرية، اذاً انا موجود
لم يبق أحد في هذا الكون الا واصبح مدربا للتنمية البشرية، كاتبا في التنمية البشرية، مشرفاً للتنمية البشرية، والغريب انهم كلهم تتلمذوا على يد الدكتور رحمه الله، كلهم اخذوا شهادات من معاهد امريكية بريطانية فرنسية المانية، كلهم يستطيعون اعطائك مفاتيح النجاح العشرة، مفاتيح الشهرة، فن التعامل مع الزبائن، فن التعامل مع الحيوانات
لا ادري حقاً من يستطيع فعل كل ذلك قبل سن الثلاثين، اعني الحصول على تلك الشهادات، بعملية حسابية بسيطة تستنج ان ما يذكرة "لو كان حقيقيا فعلاً" يحتاج على الاقل من عمره عشرين سنة على الاقل
لا املك شيئا ضد الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله، اعلم تماماً انه كان السبب في تغيير حياة الكثير من الاشخاص، ولكن لكما مررت على موضوعات التنمية البشرية او موضوعات تتحدث عن اسرار النجاح من عيون الفقي رحمه الله شعرت بكمية الhype الزائدة عن اللزوم عند الفانز، اعني حقاً، كل هذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع ان لم تنفذ شيئا في حياتك
بامكانك العيش دون التنمية البشرية، ولا يمكن للتنمية البشرية وحدها ان تجعلك حياً
هذا ما اعتقده شخصياً
ما رأيك بالتنمية البشرية؟ وماذا تعتقد ب"مطبلي" التنمية البشرية؟ ومارأيك بكتابات الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله بشكل عام؟ هل تعتقد انها مبالغ في تقديرها ام انت من معجبيها؟
التعليقات