الوشم و العمليات التجميلية تم تحريمها لأنها تغيير في خلق الله و لكن أليس الختان ايضا تغيير في خلق الله ؟
لماذا يوجد ختان للذكور مع ان الله خلق الانسان بإحسن تقويم ؟
اولا انا معارض و بشده معظم الردود فى شكل مهاجمة صاحب الاستفسار فى مضمون الاستفسار او فى سببه فان كان لديك ما يقنعك و لكن لا تستطيع اقناع غيرك به فهو غير ملزم عليك اقناع الاخرين و ديننا دين تدبر و اعلم جيدا انه كلما زادت استفساراتك سيزيد من اقتناعك بعقيدتك و يزيد من ايمانك
بالنسبه للسؤالقوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين: 4}او بقوله تعالى : ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) [ غافر : 64 ] فمعناه ـ كما قال البغوي في تفسيره : أي أعدل قامة وأحسن صورة، وذلك أنه خلق كل حيوان منكبًا على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة، يتناول مأكوله بيده، مُزَينَّا بالعقل والتمييز.
والمعنى أنّ اللّه تعالى جعل صورة الإنسان صورة حسنة وخَلَقه في أحسن تقويم ، والتقويم معناه جعل الإنسان ذا قوام ، وقوام الشيء هو ما يقوم به الشيء ويثبت ، فالآيات تريد أن تبيّن أنّ صورة الإنسان بشكل عامّ صورة حسنة ، وأنّ هذا النوع من الكائنات الحيّة يمتلك أحسن قوام بحسب الخلقة.
والآن نتساءل ما هي الصورة الحسنة ؟ وما هو أحسن قوام ؟
الجواب عن الصورة الحسنة هو أنّه ليس المقصود بها صباحة المنظر وملاحته ، إذ ليس جميع البشر كذلك ، بل المقصود تناسب أجزاء الإنسان بعضها مع بعض وتناسب مجموعها مع الغاية التي خُلق من أجلها ، فالأجهزه الفعّالة في جسم الإنسان فيها غاية التناسب والإنسجام وتفاعل بعضها مع البعض الآخر حتّى في جسم الإنسان الذي له يد زائده ، أو رجل أو غير ذلك.
فجسم كلّ إنسانٍ ـ حتّى الإنسان ناقص الخلقة ـ نراه متناسب الأجزاء والأجهزة بمعنى إنسجام بعضها مع البعض الآخر.
ونراه أيضاً متناسب الأجزاء بمعنى إنسجامها مع الغاية والهدف من خليقة حيث أنّ مجموع هذا التركيب الخاصّ من الجسم والروح يعتبر منسجماً مع درجة الكمال التي ينبغى للإنسان الوصول إليها من خلال هذه التركيبة الخاصّة المكوّنة من الجسم والروح.
والجواب عن أحسن قوام هو أنّ نوع الإنسان وجنس هذا الكائن الحيّ صالح بحسب الخلقة للعروج إلى الرفيع الأعلى والفوز بحياة خالدة عند ربّه ، سعيدة لا شقاء فيها ، وذلك بما جهّزه اللّه به من العقل والعلم النافع ، ومكّنه منه من العمل الصالح ، فكلّ إنسان ـ حتّى الناقص الخلقة ـ يستطيع من خلال هذه التركيبة الخاصّة التي خلق عليها أن يرتقي ويرتفع إلى الله تعالى بالإيمان والعمل الصالح.
إذاً فما نجده في بعض الأفراد من زيادةً في خلقة بعض الأعضاء أو نقصانٍ فيها لا يتنافى أبداً مع كون صورة الإنسان بحسب النوع صورة حسنة بالمعنى الذي ذكرناه ، ولا يتنافى أيضاً مع كون الإنسان بحسب النوع يمتلك أحسن قوام بالمعنى الذي ذكرناه ، واللّه العالم.
التعليقات