السلام عليكم
اريد ان اترك الموسيقى لكنها مثل الدخان من الصعب جدا تركها وخاصة بسبب الملل او وقت البرمجة والعمل
انا لا اسمع موسيقى صافية لكن استمع لماهر زين وسامي يوسف وحمزة نمرة وغيرهم الكثير وأغلب اناشيدهم تحتوي على الموسيقى هل هناك اي حل ؟
لماذا يصر البعض على اتخاذ موقف متباين وحاد في بعض المسائل الفقهية!! فتجده إما أن يكون في أقصى اليمين أو أقصى اليسار !!
عندما يسمع عامة الناس كلمة موسيقى يتبادر لذهنه مباشرة (الأغاني) بما فيها من كليبات رخيصة وهز وسط وكلمات مبتذلة كالتي يشاهدها بالإعلام .. ولايفرق بينها وبين الموسيقى الخام وهي أصوات الالات
لايمكن لأي شخص يحرم الموسيقى مهما بلغ من التقوى أن يعزل سمعه تماما عن الموسيقى اليوم فهي موجودة في كل ماحوله من سيارة وموبايل وألعاب أطفال وحتى أجهزة الغسيل والمطبخ!! ومع إصراره على التنطع بالتحريم المطلق لابد أن يجد نفسه متناقضا أمام نفسه أو حتى أبنائه مستقبلا .. فكيف يحرمها وهي تعزف من جوال داخل جيبه أو يسمعها ابناؤه أثناء لعبهم بالألكترونيات وألعاب الفيديو !!
بحثت عن الموقف الشرعي في هذه المسألة كثيرا ليطمئن قلبي وأرى أن موقف الاعتدال بين المحرمين والمحللين هو الأسلم .. اتزان ينأى بالمسلم أن يكون شغوفا بالموسيقى لدرجة شرائها ومتابعتها وحضور حفلاتها ومتابعة فنانيها وبين الذي يحرمها بالمطلق ويفسق من يسمعها أو ينتقص من تدينه .. وسأنقل هنا بعض الأمور المهمة عن هذا الموضوع :
1- تلك الأناشيد التي يسمعها البعض كبديل عن الموسيقى يتم عملها وإدخال المؤثرات عليها عبر آلة (الأورج) الموسيقية :) وكل الذي حصل هو أنه تم حذف صوت الآلة واستبداله بأصوات بشرية على نفس السلم والمقامات !!
2- نفس العلماء الذين قالوا بتحريم الموسيقى لهم فتاوى تبيح الموسيقى العسكرية .. يعني موسيقى البسطاء والفقراء هي المحرمة وموسيقى الكبار وعلية القوم مباحة :) مع أنها نفس الآلات والسلالم !! أم تتوقعون أن الموسيقى العسكرية يعزفونها بالمساويك :)
3- للغزالي كلمة جميلة يقول فيها : أن الله تعالى لم يخلق غريزة في الإنسان ليحرمها بالمطلق..بل وضع لها من جنسها مايعوضها ويضبطها بالحلال ..ففي كل ما شرعه الله تعالى لم يجعل في الإنسان ما يحارب الغرائز والميول، أو يطلب منه أن يخالف ما أودعه الله فيه ، وإنما جاءت النصوص بتهذيب الغريزة ، وتوجيهها ، وتقويمها ، حتى لا تطغى ، فيتحول الإنسان بهذا الطغيان إلى البهيمية.
أخيرا .. وقفة مهمة جدا للتأمل :
أمامكم اليوتيوب .. أدخلوا المقاطع العربية واقرأوا الردود والتعقيبات .. لا أشك في أنكم جميعا لاحظتم الكم المخيف من العبارات المؤذية والسباب والشتائم والمشاحنات والعنصرية والمذهبية العفنة تحت أغلب المقاطع حتى الدينية منها لم تسلم أيضا .. بالمقابل ليتكم تلاحظون تعقيبات وردود المشتركين تحت المقاطع الموسيقية والطربية المحترمة ..كلها بهجة وتحايا وتبادل عبارات اللطف والذوق .. ستتأكدون وقتها أن جمال الموسيقى استطاع أن يخلق جوا من المودة والتقارب عجز عنه أفضل حاكم عروبي أو شيخ رباني .
التعليقات