الجميع لديه مواهب و قدرات كبيرة ولكن هناك من اكتشف هذا الكنز و هناك من لا يعرف الطريق للوصول اليه
من هنا نسال كيف اكتشفت موهبتك و ما هي ؟ هل صقلتها و طورتها ؟ هل تستطيع العمل و الاعتماد عليها كلياً او جزئيا - سواء بالحاضر او المستقبل - كمصدر دخل ؟
الكتابة، هذه قصة كررتها كثيراً وسأكررها دون ملل، لعل معلماً ما يقرأ ويتجنب الخطأ الذي وقع فيه معلم اللغة العربية، طلب منا موضوع تعبير فكتبنا وكنت في تلك الحصة متحمساً على غير عادتي للكتابة، في الأسبوع التالي أعطاني ٢ من ١٠ علامات وملاحظة تقول: لا تنسخ من كتب أخرى، وهذا ضايقني لأمرين، الأول لو أنه فعلاً مؤمن بأنني نسخت فالواجب عليه أن يعطيني صفراً بدلاً من علامتين، ثم من أي كتاب نسخت؟! حاولت إقناعه أنني من كتب الموضوع فلم يقتنع وقال لي "شخص مثلك لا يمكنه أن يكتب بهذا الشكل".
أخبرت شخصاً عن الموضوع فأخبرني ألا أكترث بالمعلم، إن كان مستواي في الكتابة جيد إلى درجة تجعل المدرس لا يصدقني فلم لا أكتب في الصحيفة المحلية؟ فعلت ذلك وبدأت رحلتي في الكتابة ولم أتوقف، كلمة تشجيع بسيطة كانت سبباً في ذلك، فجزاه الله خيراً من شجعني.
مهارة أخرى، إلقاء الكلمات أمام الناس، أكره التواصل الاجتماعي لكن لا أجد أي مشكلة في الوقوف أمام الناس والحديث عن أي موضوع، شيء أستمتع كثيراً بفعله.
أستطيع كذلك شرح الأمور الصعبة لأي شخص، إن فهمت الفكرة فيمكنني تبسيطها لأي شخص.
في سنتي الثانية بالمدرسة الثانوية، أعطتني معلمة 0/20 في موضوع تعبير، ذهبت إليها أسأل عن السبب، فقالت هذا النص هو للمنفلوطي وقمتِ بسرقته. أذكر أني شعرت بالإهانة والسعادة بنفس الوقت، كان شعورا غريبا. الموضوع كان واجب منزلي. على عادتي لم أحضره في المنزل، كنت كتبته على عجالة في أحد أدراج المدرسة قبل دخولي لقسمها مباشرة. كانت معي زميلة لي في القسم أثناء كتابته. طلبتُ من المعلمة أن تأتيني بمصدر النص المنسوخ بالتحديد ومن أي مؤلف للمنفلوطي سرقته تحديدا. قالت لا تتذكر لكنه أسلوب المنفلوطي، أفهمتها أنني لن أتنزال عن حقي ما لم تأتني بالنص الأصلي. ثم جئت بزميلتي التي كانت معي أثناء كتابتي للموضوع، كانت فتاة مجتهدة جدا وملتزمة وخلوقة يقدرها كل الأستاذة. زميلتي شهدت أني كتبت الموضوع في أدراج المدرسة :)
المعلمة لم تعرف كيف تتصرف ولم تكن قادرة على تصديق الأمر اضطرت للتصديق رغما عنها، في النهاية أمسكت قلما أحمر وأمسكت ورقة الموضوع التعبيري وترددت ثم قالت لنا بحيرة: ما العلامة التي سأضعها؟ حين أتذكر الأمر الآن أفهم أنها كانت مرتبكة جدا وإلا كيف تسأل تلميذتها عن العلامة التي عليها منحها للموضوع!
ردي عليها كان وقتها تلقائيا وعفويا، قلت لها: نقطي المنفلوطي!
التعليقات