ورفقةُ ذوي المبادئ للإنسان أبركُ وأحصن؛ فصحبتهم تحمل في داخلها خيرًا يمتد أثره، وبركةً تخفّ على النفس معها أثقال الطريق، وصونًا لقلب المرء من الانزلاق وتقلّبات الهوى. فالمبدأ القويم حين يجاور مبدأً يشبهه، يزداد ثباتًا، ويزدهر في بيئة تحفّه فيها النيات الطيبة والأخلاق الرفيعة.

ومن المهم أن يدرك الإنسان أن الصحبة لا تُختار طلبًا لرزقٍ أو جلبًا لقدَر، فهذه أمور مقدّرة قبل أن يكون سببها بشر.

وإنما تُختار الصحبة لأنها الطريق، ولأن الرفيق هو من يعينك عليه، ويشدُّ من عزمك، ويذكّرك إذا نسيت، ويمسك بيدك إذا تعبت، ويكون لك سندًا يحفظ قلبك من التيه ونفسك من الضعف.

فخيرُ الرفقة ما كانت على مبادئ ثابتة، وخيرُ الأصحاب من يعمر وجوده حياتك بالطمأنينة، ويجعل مسيرك أثبت، وخطواتك أهدى، ووجهتك أوضح.

ستر لسرّك دون إذلال، وصون لضعفك دون إهانة، ونصح بلا فضيحة… وجبرا لكسرك دون أذى.

ماذا يعني لك الصديق؟