ماذا يعيب المجتمع المرأة بعيوب معينة ويحول نفس العيوب في الرجال إلى ميزات جمالية وأخلاقية؟
لماذا الشيب في المرأة نقص عليها أن تخفيه وتصبغ شعرها حتى تحافظ على نفس المستوى من الجمال والشباب، بينما الشيب في الرجال يتم النظر إليه أنه علامة على الوقار والحكمة، مع أن الموضوع لا علاقة له بذلك، يفترض أن الزمن الذي مر على الرجل هو نفسه الذي يمر على المرأةمع ذلك وجد التمييز طريقه إلى المرأة حتى في الزمن ، فالمعيار الجمالي والأخلاقي وُضع لخدمة طرف واحد وهو الطرف الذكوري على حساب المرأة.
منذ قرون، تم بناء صورة المرأة على مقياس الاحتفاظ، وكأن قيمتها في قدرتها على مقاومة الزمن، لا في نضجها أو تجربتها بينما الرجل العكس تماماً، فكل تجعيدة في وجهه أو تشوهات في يديه وشعرة بيضاء في رأسه تتحول إلى سيرة بطوليةو دليل حكمة، ناهيك علن الصفات الجمالية الأخرى، فالكرش في الرجال هيبة، وفي النساء قبح، والسمار في الرجل جمال وفي المرأة أمر يدعوا للخجل والتفتيح... وغيرها.
طبعاً مقياس الاحتفاظ هذا ينطبق على كل شيء، ينطبق على براءتها مثلا، فالمرأة مطالبة بالحفاظ على خجلها الأول، وطفوليتها الأولى بينما يتم إعطاء الرجل مساحات كبيرة للتجربة والطيش، فإذا كانت المرأة الناضجة هي المرأة الخجولة الناعمة، فالرجل الناضج هو صاحب التاريخ الطويل من التجارب والتحايلات الجريء الذي لا يُدان على أخطائه بل يُكافأ عليها.
المرأة تُحاسَب على الإهمال والتقدم في العمر والرجل يُمَجَّد بها، حتى في الخطأ، يتم تأنيث العار وتذكير الفخر، فالمرأة عليها أن تبقى صفحة بيضاء نقية غير مدنسة من بأي خطأ، بينما حين يُخطئ رجل، يُقال إنه تعلّم الحياة وأنه حرّ في أنيخطأ ويعود متى شاء.
التعليقات