منذ عدة أيام كان هناك رد فعل تلقائي بسيط وجميل لفتاة تدعى هايدي ، تخلت بكل أريحية عن مصروفها وأهدت رجل فقير ثمن (الشيء) الذي قامت بشراءه ، لتنفجر منصات التواصل وحتى الصحف وبعض البرامج والمشاهير تعبيراً لرد فعل إيجابي نحو هذا الحدث ، ولكن المبالغة على رد فعل بسيط هو أمر يستدعى التأمل والسؤال، لماذا هذا الزخم على حدث قد يفعله الكثير من الأطفال بشكل يومي؟ وهل ما حدث وقامت به هايدي يستحق تكريم وممرات شرف لها وعمل لقاءات تلفزيونية مع أصدقائها لسرد تاريخ الفتاة (هل هذا منطقي بأي شكل)! وهل قيام طفل آخر بما فعلته (هايدي) سيقابل بذات الاحتفاء؟ وماذا عن شعور هايدي عندما تذهب الميديا والصحف عنها وينساها الجميع ، وتحاول أن تذكريهم إنها ذات الفتاة التي ساعدت فقير ؟المرعب أن المجتمع يتغافل عن تأثير الترند السلبي على نفوس الأطفال ، هناك طفل أسمه (علي) بعمر (هايدي) تقريباً هذا الطفل عبقري في الرياضيات من أسرة فقيرة وقد صرح في أحد الفيديوهات : أنا معنديش فيسبوك ولا أعرف يعني إيه ترند بس سمعت عن هايدي «فتاة الشبسي» ونفسي أتشهر زيها عشان حد يتكفل بتعليمي لأن بابا جامع خردة وأحنا غلابة !

فهل تقوم منصات التواصل والصحف والتلفاز لمتابعة قصة هذا الطفل، وهل يقوم المعلنين برعايته لأنه بحاجة ماسة لذلك أم تبقى الوسائل تلهس وراء الترند أو وراء من يتحكم فيه؟ والمشكلة أن جميع الناس تتابع التراندات دون الاهتمام بالقضايا الحقيقية دون أن يجيب أحد على السؤال لماذا أصبح هناك ردود فعل مبالغة للأفعال التلقائية البسيطة ؟