بالتاكيد كل منا تعرض لمواقف مخيفة في حياته، حدثنا عن اكثر المواقف افزاعا لك، ماذا حصل وكيف انتهى الموقف وماذا استفدت منه ؟
أخبرنا عن أكثر موقف مخيف تعرضت له في حياتك وماذا حصل معك؟
مررن بكثير من المواقف المرعبة عندما كنت في سورية ، لكنها تتمايز عن بعضها في درجة الرعب :3
اذكر أحد هذه الموافق : عندما اشتدت الحرب في البلدة التي كنت اعيش فيها ( في ريف دمشق ) ، قررنا الانتقال إلى العاصمة ، و ذلك بعد أن اعلن الطرفان هدنه لمدة 3 ساعات يتوقف خلالها اطلاق الرصاص ، و كان الهدف من الهدنة السماح لمن يريد من المدنيين بالخروج من ساحة الحرب .. حزمنا بعض الاغراض بسرعة و ركبنا السيارة متجهين الى دمشق مباشرة ، و نحن في بداية الطريق عادت الحرب من جديد و بدأ اطلاق النار بشكل هائل ، حينها خُرقت الهدنه قبل أن تمضي الساعة الاولى منها ! ، و لسوء الحظ كنا وحدنا في الطريق فمعظم الناس لم يخرجوا من البلدة لانهم توقعوا خرق الهدنة ؛ المهم اننا قررنا المجازفة و اكمال الطريق ( كانت حينها الساعة الثامنة صباحا ، و جميع الطرقات خاوية ، وكأننا في مدينة أشباح ) ، و كانت الحرب أشبه بحرب قناصين ، فطوال الطريق لم نرى أي جندي ، كل ما رأيناه عبارة عن دمار ، و مدرعات مفجرة ، و رصاصات فارغة تملأ الارض ،
ونحن نسير في الطريق ( بسرعة كبيرة طبعاً ) اصابت بعض الرصاصات الطائشة ( أو ربما المقصودة ) عجلات السيارة ، لكن لم يكن في اليد حيلة ، حيث كنا مجبرين على الاكمال ، و سرنا قرابة 6 كم على جنط السيارة ( اطارات الحديد الداخلية للعجلة ) بعد أن اصيبت العجلات من الخارج ... إلى أن وصلنا الى بر الامان ، حيث مداخل دمشق ، بعد دخول المدينة أحسسنا أننا في عالم آخر فجميع الطرقات مزدحمة و الناس يملئون الاسواق ! ، ولا أحد منهم يشعر بما يعينه الناس خارج العاصمة ! .. أقمت بعدها قرابة الشهرين في دمشق ، ثم انتقلت الى الدوحة حتى الان ..
حدثت هذه القصة في 3/1/2012 ، و اعتبر هذا التاريخ بداية عمري الجديد .
التعليقات