أعرف زوجان في الثلاثينات من عمرهما يعملان طوال الأسبوع راتباهما معًا يكفيان بالكاد للإيجار الأقساط ومصاريف الأطفال لا ينتميان إلى الطبقة الفقيرة حتى يحصلان على دعم ولا يملكان فائضًا من المال ليُصنّفا من الميسورين في أحد الأيام أصيب ابنهما في المدرسة بكسر في ساقه احتاج عملية سريعة المستشفى الحكومي لا يوجد به سرير والمستشفى الخاص يطلب دفعة مقدّمة تعادل نصف راتبهما اضطرا للاقتراض وتأجيل الإيجار وتأجيل خطة دراسية كانا يدخران لها منذ شهور سارة تقول "نحن لسنا فقراء لكننا دائمًا على حافة الهاوية نخشى أن نمرض أو نخسر عملنا أو ترتفع الأسعار فجأة لا مجال للخطأ نحن نعيش فقط كي لا نسقط لا نصعد ولا نتحرك حتى" هذه هي أزمة الطبقة الوسطى يُطلب منها أن تصبر أن تدفع أن تتنازل أن تتحمّل لكنها لا تُكافأ بشيء لا يُسمح لها أن تصرخ لأن الجميع يظن أنها بخير ولا يُعترف بألمها لأنها لا تموت جوعًا فهل نبالغ إن قلنا إن الطبقة الوسطى صارت منطقة رمادية لا تُرى أم أن تجاهلها متعمَّد لأن سقوطها يعني انهيار التوازن؟ شاركونا تجاربكم
الطبقة الوسطى عالقة بين الصعود المستحيل والسقوط المحرّم.
النص يعكس بصدق مأساة الطبقة الوسطى التي تعيش بين وهم الأمان الاقتصادي وخوف الانهيار، فلا هي تنعم برفاهية الميسورين ولا تملك شبكات الحماية التي يحصل عليها الفقراء. قصّة سارة وأدهم ليست حالة فردية، بل نموذج متكرر لعائلات تحاول الصمود وسط التزامات تثقل الكاهل، حيث يصبح أي طارئ صحي أو مالي تهديدًا مباشرًا للاستقرار. الموجع أن هذه الطبقة، رغم كونها عصب المجتمع ومحرك الاقتصاد، تُترك لتدير أزماتها بصمت، وكأنها غير موجودة إلا حين يُطلب منها أن تدفع وتتحمل. تجاهلها ليس صدفة، بل خلل في أولويات السياسات الاجتماعية التي إن لم تُصحَّح، قد تؤدي إلى تآكل الطبقة الوسطى وانهيار التوازن المجتمعي بأسره.
أتفق معك لأن الطبقة الوسطى فعلًا تعيش بين شعور زائف بالأمان وخوف دائم من أي أزمة كبيرة والمشكلة أن دورها أساسي في المجتمع ومع ذلك لا تحصل على الحماية أو الدعم الكافي وكأن المطلوب منها فقط أن تدفع وتستمر في التحمل من غير ما يلتفت أحد لمعاناتها ولو استمر تجاهلها بهذا الشكل طبيعي أن تتآكل مع الوقت وهذا سيؤثر على التوازن الاقتصادي والاجتماعي كله
التعليقات