كل تصرف نقوم به يومياً أما أن يترك تأثير مباشر على الآخرين، أو يترك تأثير ولكن غير مباشر وغير مقصود ولكن في كلا الحالتين يحدث التأثير.

والتأثير هنا أما أن يكون إيجابي أو سلبي والأخير هو ما أكتب عنه، فمعظمنا لا يتوقف عن التسبب في ألم لغيره بقصد أو بدون قصد، ويحدث ذلك بصور مختلفة ومتتابعة، والكارثة أننا تعودنا على هذه التصرفات ولم نعد نقيمها وننظر في أثرها.

كانت معي والدتي في المدرسة في يوم كان به حفل، ووسط أجواء الحفل دعوت صديقي بالفاشل لأنه لم يحصل على شهادة تقدير مثلنا؛ بسبب نصف درجة جعلته خارج تصنيف الأوائل وتابع الأصدقاء الهجوم المازح بنفس الوتيرة حتى بكى صاحبنا، وولله ما كنت أقصد هذه النتيجة، أذكر يومها أن أمي ظلت غاضبة طوال اليوم وقالت الألم الذي تسببت له به لن ترضى أن يسببه لنفسك أحد ففكر فيما تقول.

تذكرت قولها قريباً بعد حدوث موقف مشابه بمكان العمل ولكن هذه المرة كنت أنا مستقبل الألم لا المتسبب به، بعدما زاد مزاح الأصدقاء في الإدارة لدرجة أنني كنت أكتم البكاء بكل ما أتاني الله من قوة.

فبرأيكم كيف ستكون تصرفاتنا لو شعرنا بمقدار الألم الذي نسببه لمن حولنا يومياً بسببها ؟