كفئران تجري وراء الجبن حتى تدخل في متاهة لا تخرج منها أبدا، هكذا يركض الجميع وراء حاجة تلو الأخرى وغرض تلو الآخر، وأمنيات ومطامع لا تنتهي، إلى أن يدخل في مصيدة الحياة ويفقد حريته حتى يموت.
هذه الصفة أظنها موجودة منذ وجود البشر، ولكن تتفاوت نسبتها من شخص لآخر، فمنا من يريد ما هو محدود ومعروف آخره فإذا أدركه طمع في القليل، ومنا من لا يتوقف عن اختلاق الرغبات والحاجات.
وحتى من نجده مكتفي وزاهد ننعته بالكسول عديم الرغبة والطموح، وكأننا حولنا الرضا والاكتفاء إلى آفة ووصمة عار على جبين صاحبها.
وأظننا جميعاً نعاني من هذه المشكلة، حيث لا نعرف بأي رغبة نكتفي وعند أي تملك سنرضى، وفي أي وجهة نستقر ونكف عن الركض.
فلماذا برأيكم لا نتوقف عن التمني ولا نكتفي بما نمتلك رغم كم المجهود القاتل المبذول في هذا السعي المطلق ؟
التعليقات