الكثير من المنتجات والإعلانات اليوم تتغلف فقط بواجهة علمية جذابة، وتروج نفسها باستخدام مصطلحات علمية مثيرة، مثل "ثبت علميًا" أو "مدعوم بالأبحاث". فكرة الـ "Science-washing" تشير إلى استغلال المفاهيم العلمية بشكل مزيف أو مبالغ فيه لخدمة أهداف تجارية أو حتى سياسية، وبالطبع يصعب على العّامة التفريق بين العلم الحقيقي وهذا النوع من التسويق المقنع.

مثلًا، هناك منتجات تجميلية أو غذائية توصف بأنها "مبنية على أبحاث" أو "مصدّقة علميًا"، ولكن لما ننظر للبحث خلف هذه الادعاءات، نجد أنه إما دراسة ضعيفة أو غير موثوقة، وأحياناً تكون الدراسة نفسها مدعومة من الجهة التي تسوق للمنتج! أي أن الموضوع منهم وإليهم.

على سبيل المثال بعض مستحضرات التجميل مثلًا تقول إنها تستخدم مواد طبيعية مثل كذا وكذا، ولكنها لا تقول إن هذه المواد نسبتها لا تتعدى 10% من المكونات وال 90% مكونات صناعية تصيب بسرطان الجلد مثلًا.

وبالتالي، نصيف إلى القائمة عنصرًا جديدًا وهو الإحصاءات والأرقام، وكذلك البيانات الموجهة التي تخدم الفكرة، ودون عرض الرأي والرأي الآخر.

ليست الدراسات وحدها هي الأداة المستخدمة، وإنما حتى في الحوارات اليومية يوجد مثال بسيط وهو استخدام البعض للمصطحات الثقيلة أو التقنية وكل ما له ثقل علمي، ليبدو أمام من يحادثه بمظهر الخبير أو المثقف وبالتالي يؤخذ كلامة ثقة. ونضيف إلى ذلك، في عالمنا العربي استخدام المصطلحات الأجنبية التي باتت تستخدم لنفس الغرض.

والآن، ما رأيكم؟ هل تعتبرون أن الناس قادرون على تمييز هذا النوع من التلاعب؟ وكيف يمكن توعية المجتمع ليصبح أكثر قدرة على التعامل مع العلم الزائف بحذر وذكاء؟