يقول سينيكا " بداخلي خيالات لم تحدث وربما لن تحدث ولكن بطريقة ما مكنتها من قتلي"، وأظننا جميعاً مثل سينيكا، حيث نستمر في تعريض أنفسنا للقتل يومياً.

نعيش على أمل أن يحدث شئ، أو يتغير شئ آخر، ونتخيل لو عاد الغائب، أو رق قلب عزيز قاسي، نتخيل ماذا لو أتت الفرص التي تتمنع علينا.

وحتى في الخيالات البعيدة عن الانتظار نحن نقتل أنفسنا، أنا أكتب الآن وبداخلي خيال عن شخص آخر كنت أرغب أن أكونه، وأكاد أجزم أن الجميع كذلك.

والمريب أن الأمر لا يتطلب أي جهد، أترك نفسك دون تفكير دقيقة واحدة، وسيأخذك عقلك للعالم الآخر، هنا حيث يحدث كل ما ترجوه ويأتي ما تنتظره ويعود الغائب وتتحول المعجزات إلى حقائق.

ورغم مذاق الخيال الرائع إلا أننا نستفيق منه على مرارة لا توصف في العقل والقلب.

فكيف برأيكم نمنع الخيال بصورته المذكورة من أن يتحول إلى سم يقتلنا بالتدريج؟