السبب الأساسي هو إبتعادنا عن الإسلام ؟!

يا سيدي الفاضل الإسلام عامل واحد من عوامل كثيرة لا تُحصى، ولو كان كلامك سليم كيف تفسّر لي تفوّق الغرب في إمريكا وأوروبا وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام ؟!

بل بالعكس أحياناً التمسّك في الإسلام بفِكر خاطئ "وهو الأغلب للأسف" تكون نتيجته عكسية أكثر مما لو تحرر عنه إن تكلمنا هنا عن الإبداع والتقدّم ..

الحكومات المستبدّة هي سبب كل الأسباب، لا أحد يأتي ويقول إبتعادنا عن الإسلام أو عن المسيحية أو غيرها .. هذه أفكار سخيفة سطحية ضحكوا عليكم فيها، أغلب التطوّر اليوم يأتينا من دول لا تعرف عن الإسلام أكثر من إسمه.. الإستبداد وطغيان الحكومات والحرامية من يتربّعون على قرارات الأمة المصيرية وإعلامهم الكاذب - الذي بسببه تصدقّون أن مشكلتنا الأزلية هي إبتعادنا عن الإسلام وتنسون أكبر الأسباب والمحرّك لكل التخلّف الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي- هم سبب كل هذا البؤس الذي نعيشه..

هذا لا يعني إن القرب من الإسلام سيئ! ولكنه ليس حل الحلول، بل هو عامل واحد من ضمن مجموعة عوامل كثيرة الإسلام وكل ديانات العالم بريئين منها ..

إلتزم إنت بالإسلام ونادي بالعدل والمساواة (والتي هي أوّل سبيل للتقدّم والحضارة) وإن بقيت حُر خارج سجون الطغاة أو على قيد الحياة خلال السنوات القليلة القادمة سأقتنع بفكرتك عندها !

إقرأ إن أردت " الإنسان المهدور" لمصطفى حجازي وباقي الكتب الصادقة التي تكشف لك واقعنا البائس بعيداً عن الأفكار السطحية التي يمررها لنا إعلامهم الجبان.

أصبت

ليس للأمر علاقة بالعرب، لو راجعت كتب التاريخ، و سير العلماء في المجالات العلمية لوجدت أغلبهم غير عربيّ، صحيح أنّ الاسلام جاء لليقيّم الذات الانسانية في البشر و الايمان بالله وحده، و علّم البشرية منهج الحياة، لقد تقدّم البشر أخلاقيا و أصبح مستوى الوعي أفضل ، لا للعبودية، كل الناس سواسية، حقّ المرأة بعد أن كانت تشترى و تباع إلخ ...

لكن التقدّم التكنولوجي و التطور ليس له علاقة بالديانة و الانتماء العرقيّ أو النسب، بل ذلك يعتمد على رغبة البشر في الوصول و العيش من أجل هدف و غاية، فالعربيُّ ليزال إنسانا مستهلكا و حين أقول ليزال أقصد أنّ كذلك منذ الأزل، و لكن هذا لا يعني أنّنا شعب متخلّف، نحن نََدرسُ و نُدَرس و نمتلك عددا من الباحثين في جميع الاختصاصات و المجالات،

و تذكّر أنّه من الخطأ اعتبار الاسلام شأنا يهم العرب فقط و أنّه سبب في ازدهار العالم فقط للفترة معيّنة كان العرب فيها متقدّما، ثمّ غاب فضل الاسلام لأنّ العرب تركه، هذا لا يصح في حقّه،

الاسلام رحمة للعالمين، فأنا على يقين بأنّ هنالك مسلما باحثا و عالما و مطورا غير عربيّ و قد ساهم في إضافة قيمة لهذا العالم، (كذلك في عالم الجنّ)

لحظة واحدة، أنت تود أن تقول أن العصر الذهبي الإسلامي كان بسبب تطبيق الإسلام؟

بروز هؤلاء العلماء كان نتيجة لحركة الترجمة التي قامت في العهد العباسي خصوصا، و التي شملت كتب الطب الفارسية و كتب اليونان في شتى مجالات العلوم الخ ...

فالسبب الأساسي وراء تلك الفترة من النهضة ، كان ما قام به العباسيون ...

لكن حين تسألهم عن العباسيين، الذين وصلوا للحكم أساسا بعد قتل و سحل و التنكيل بالأمويين والقضاء على سلالة بني أمية إلا من هاجر إلى الأندلس منهم، و الذين كانوا من أشد الظالمين الذين عاشت تحت سلطتهم شعوب المنطقة (طبعا لا أتحدث عن المسلمين أنفسهم)، و الذين قتلوا و هجروا الأقليات بكل أشكالها و أبرزها الشيعة... و الذين كان تبادل السلطة عندهم يتم اما بالوراثة أو الانقلاب و لا يتم حسب ما يسمى بالشورى، و اللذين كانوا باختصار، داعش ذلك الزمان ...

ومنه نستنتج أن العباسيين لا يمثلون الاسلام...

فهل العباسيين يمثلون الاسلام أم لا ؟ اذا كانوا لا يمثلون الاسلام ، فتلك "الحضارة" ليست من الاسلام، و عمليات الترجمة وازدهار العلوم لم يكن سببها الاسلام...

عفوا، ولكن باختصار ، الذي يمثل الاسلام هو كل شيء يعجب المسلمين ... و كل شيء لا يعجبهم لا يمثل الاسلام...

أمريكا واليابان وألمانيا ليست دول مسلمة لكنها دول متطورة

حتى العلماء الذين بنو الحضارة العربية الإسلامية، لم يكونوا مسلمين بحكم كبار فقهاء الإسلام. إن وجدت فقيها يزكي ابن سينا أو الخوارزمي أو جابر ابن حيان أو....... فاعلم أنه سيكفر هو أيضا.

أحد أكبر أسباب تخلف العرب حاليا هو التشدد المستميت لعقلية القرون الغابرة. وكأن بالمتنبي الآن يهمس ويقول، أغاية الدين أن تحفوا شواربكم *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

أظن أن أحد المشايخ المصريين محق، سيتطور المسلمون عندما يغادرون الجزء السفلي من المرأة.

هذا مجرد رأي، يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب.