هل غيرت أحداث غزة فيك شيء..؟


غيرت في نظرتي أنه لا وجود لخير او شر مطلق في أي شيئ و لكني اعلم اليوم أكثر من أي يوم أن الحق بين و الباطل بين و أن اليهود و النصارى أعداء مهما حاول دعاة السلام و الأخوة الإنسانية تصوير العكس و الشر المطلق يعيش بيننا و يجب ألا يظهر له أدنى رحمة و آية " أقتلوهم حيث ثقفتموهم و أخرجوهم من حيث أخرجوكم " هي المبدأ الذي يجب أن نعيش به و نتعامل به مع الصهاينة ..

عرفت اليوم أكثر من أي يوم لم المنافقين أشد الناس عذابا أكثر من الكفار أنفسهم و حكام العرب خير دليل ..

عرفت كم نجحت سياسة سايكس بيكو في خلق الحدود في عقول و قلوب الناس لترى الكثيرين يفضلون الراحة الشخصية و الهناء المؤقت على نصرة اخوتهم في الدين و معنى حديث النبي بأننا سنخذل ديننا ليس عن قلة بل لحبنا الحياة و كراهيتنا الموت ... فعند ساعة الحرج و نحن نعلم علم اليقين أن ما يزيد عن مليوني أخ و أخت تحت خطر الإبادة الجماعية لا نتحرك و لا أستثني أحدا لأن الغالبية سيختار سلامة نفسه و أهله و بلده حسبما تحدده حدود سايكس بيكو على نصرة غزة و عرفت أيضا لم خيار أتباع الرسل مثل أبي بكر و عمر و عثمان كانوا من الطبقة الغنية المرفهة لأن التضحية بالرفاهية و الأمان و الرغد و إختيار الموت و النبذ و القتال هي قمة الإيمان لأنك تملك الخيار و تختار و هذا الاختبار الذي فشل فيه الجميع إلا قلة قليلة نعرفها جميعا ...

أما على مستوى شخصي فأحسب أنني زدت يقينا بديني و كم انني لا زلت بعيدة كل البعد عن الصورة المثلى للمؤمن حقا و لا أنكر أن خوفي زاد من فتنة الدين ، كيف لا و أنا أرى علماء و مشايخ كان يشار لهم بالبنان و ندعو الله أن يعطينا من علمهم و دينهم و هم يتكشفون على أسوأ ما يمكن أن تراه من مذلة و خضوع و نفاق و خيانة لكل ما آمنوا به أو تظاهروا به .. يا رب لا تفتنا في ديننا و لا تجعل مصيبتنا فيه و لا تكتبنا مع الأشقياء

أن اليهود و النصارى أعداء مهما حاول دعاة السلام و الأخوة الإنسانية تصوير العكس و الشر المطلق يعيش بيننا و يجب ألا يظهر له أدنى رحمة و آية " أقتلوهم حيث ثقفتموهم و أخرجوهم من حيث أخرجوكم " هي المبدأ الذي يجب أن نعيش به و نتعامل به مع الصهاينة ..

أنت عممتِ في بداية حديثك وخصصتِ في النهاية، فالعدو هم الصهاينة وهم مختلفين عن اليهود والنصارى بشكل عام، فلا نعمم كراهيتنا للجميع، فليست فقط الإنسانية بل الدين يحثنا على ذلك، وهذا في قول رسول الله أيضا (مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، نحن نقاتل من يقاتلونا ونكره من يعادونا و لا نقابل من لم يفعلوا ذلك بالعداء ونحملهم ذنب غيرهم.

اعترف أني كتبت ما ذكرته عن اليهود و النصارى في لحظة غضب بعد الفيتو الحقير من امريكا و مشهد تعرية اخواننا في غزة و المجزرة الذي يتواطئ فيها الجميع ..

هذه الأزمة مثلما أظهرت الوحوش فقد أظهرت أن هنالك من يستحق الإحترام مثل نورمان فينكلشتاين ، باحث يهودي في غاية الإنصاف حتى الشعب الأمريكي ظهر منه الرحماء ..


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

97.2 ألف متابع