قد لا تصدق أن الكثير من النظريات الاجتماعية (أقول النظريات الاجتماعية وليس النظريات العلمية) التي اكتشفها الغرب مؤخرا قد لاحظها العرب القدامى في الحياة وعبروا عنها بأشعار وأمثال وأقوال مأثورة وغير ذلك.

 ومن النظريات الاجتماعية التي لاحظها العرب القدامى في الحياة قبل ان يكتشفها علماء الغرب نجد نظرية النوافذ المكسورة التي عبّر عنها العرب القدامى في شكل أشعار وأمثال وأقوال مأثورة عندما قالو مثلا: "معظم النار من مستصغَر الشرر" ، وأن "الكبائر تبدأ بالصغائر" ... للتحذير مما يبدو لنا صغيرا غير ذي أهمية لكن يمكن أن تكون نهاية الاستخفاف به مدمرة. 

كما حذرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك أيضا وقال :

( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ)

بمعنى أن التهاون مع صغائر الأمور السيئة تورد الانسان المهالك تدريجيا من حيث لا يدري. وهو عين ما تنص عليه نظرية النوافذ المكسورة التي وضعها واثبتها عالما الاجتماع جيمس ويلسون و جورج كيلنج في العقود الأخيرة الحديثة.

وفي ما يلي شرح ما هي نظرية النوافذ المكسورة ولماذا سميت بهذا الاسم وكيف تستفيد منها في حياتك: