بداية:-

قال القحطاني:

واذا خلوت بريبة في ظلمة

والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها

أن الذي خلق الظلام يراني.

العكاك والملاك:-

تعبت من الذنب ،انا حزين فرحان بعمله .

المحاولة 3679 للإقلاع عن هذا الذنب بائت بالفشل ، أليس هناك شركة لتجري عليا تجارب ،لكن فعلا أكثر ما يقهرني هو عندما أقفل كل الطرق وآخذ كل الاحتياطات واقول كل التعاويذ وافك كل الطلاسم،واجلس مدة فعلا متماسك وفجأة بدون أي مقدمات ،وبدون وجود أي شيء يسحبني للغلط أجد نفسي فحأة وبكامل إرادتي وبكامل قواي العقلية ،قررت إني أعمله وأحرق كل الفترة التي مضت، يا الله عل الشعور ، لا يجد العقل وصفا لحالتي وقتها ،كأنك أكلت كوكتيل فواكه بالمخلل يستاهل براعم لسانك،وجلست على هذه الحال إلى أن اكتشفت هذا السر،السر إني مش لازم أبطل غلط ،بوشكاش بيضحي، فعلا لا عليك أن تقلع عن الذنب ولكن كمل السر للآخر لأنه يوجد شرط،لو تريد أن تأخذ عرض بوشكاش يجب أن تأخذه كاملا ،أول جزء في العرض أن بالنسبة للغلط الذي دمر حياتك هتستمر عليه،ولكن الجزء الثاني في العرض أنك سوف تعمل مقابله عبادة مكافئة له مثلا : شاهدت الفيلم توضأ وصلي ،عملت العادة السيئة اغتسل واقرأ قرآن او صوم يوم ،ولكن يا خيبتاه ظننت أني أستطيع أن أقلع بسهولة ولكن المفاجأة أني وجدت أني أستطيع الإيفاء بالجزء الاول من العرض .

الصدمة تكمن في أني كنت أعتقد أن الذنب هو مشكلتي التي لن أستطيع أن أتركها فجعلته محور حياتي وجعلته ستارة لكل التقصير والهرج في جميع جوانب حياتي، كنت فاكر أن الذنب ده. مشكلة حياتي ولكن كنت أضحك على نفسي ،الموضوع لم يكن أني مش عارف أبطل ولكن أني لا أريد أن أبطل،فالحل أني لا أضحك على نفسي ولا أجعل الغلط محور حياتي وأقول هذه هي نقطة الضعف التي دمرت حياتي ونسيت باقي حياتي.

أي عبادة أي استغفار أستطيع أن أعمله واربطه بلحظة الغلط إلى أن أتقبل وجود هذين الاثنين بداخلي"العكاك والملاك"،حقيقة وعش بها وليس معناها أنك فرحان بالغلط أو راضي بيه ،لا أبدا أنا طيلة الوقت أسائل نفسي :هو حتى لو ربنا سامحني ألا أستطيع أن أكون نظيفا.ولا يكون ذلك منظري أمام ربنا عز وجل في أي لحظة،إلى أن أدركت أن هذا الغلط هو الذي يفكر بأنك إنسان،إنسان يعني مهما عليت وتحسنت ما زال يوجد محال للتحسين ومهما التزمت اياك أن تعتقد أنها بذكائك،سيبقى عندك غلط وذنب يفكرك أنك مخلوق وعبد ليس متحكما بكل شيء،بدليل أنك لا تستطيع التحكم في نفسك ذات نفسها ،وإياك أن تظن أن ذلك مصدر ذل لك ،بالعكس محاولتك هي أكبر إثبات على حبك لله عز وجل ،هذه هي اللقطة التي يحبها وريدها ربنا منك ،إن رغم عبقريتك مؤمن إن الكمال لله وحده وعايش لترضيه لا لترضي نفسك ،قال تعالى:﴿إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾ [الفرقان: ٧٠]

السيئات كلها ستبدأ ولا توجد لحظات سيئة، فعندما تقف أما ربنا تنظر في كتابك وتستغرب عدم وجود الغلط الفلاني ، كلوا تبدل ،أنت مغلطتش ابدا لأنك كنت بتبدله بالصح،ربط الصح بالغلط يخفيه من حياتك بالتدريج ،فعليك بقول يا رب واعرف أن الذنب موجود ليظبط المعادلة ليس أكثر،بيحبك ومجهزلك الجنة وهيبدلك الغلط صح وانت الي تتأخر؟!

حارب نفسك:-

"للأسف تقريبا كلنا نبدأ بنفس الطريقة،عندما كنت صغيرا وقعت عينك على مقطع لاثنين كما ولدتهم أمهاتهم فشاهدت باستمتاع واستغراب وفضول وعينك تبرق باللذة،تنام وتفيق وتجد نفسك مدمن لعشر سنوات، المهم أني أملك نقطة ضعف دمرت حياتي ولكني لا أستطيع أن أتخلص منها،احاول يمين شمال فوق تحت ،كل المحاولات فشلت،اسأل شيوخ،اشاهد مقاطع،أشعل في نفسي ،وفي الآخر كم يوم وارجع كما كنت والعن كمان،حاليا بفكر ارفع شعار"خربانة،خربانة"،الناس كلهم راكبين صواريخ في الغلط . وبعدين بدأ يحصل تحول بسيط من مش عارف أبطل إلى لا أريد أن أبطل ،لكن قبل ما أرفع الشعار قررت أفكر في الموضوع للمرة الأخيرة ،ليس تفكير أحد يريد أن يقلع على قدر ما هو تحليل لكي أفهم ما الذي أنا فيه فعلا، أولا واضح إن أنا مدمن لشيء معين والشيء هذا اقوى مني بكثير،وواضح أيضا أن كل محاولاتي كانت في المكان الغلط بدليل أن كلها فشل،ولو اعتبرت اني في حرب مع الغلط ده فسوف تكون أصعب حرب خضتها في حياتي لأني بحارب نفسي فيها،هعتبر نقطة ضعفي أو الغلط زي القلعة أو الحصن الذي لها ملك ،الملك هو لحظة الغلط ،كل محاولاتي الفاشلة السابقة كانت عبارة عن أني كنت اتسلل داخل القلعة بالليل وأصل للملك واقتله،عقب خروجي من القلعة أجدهم عينوا الوزير مكان الملك ولا كأني فعلت شيئا يذكر.قررت أدرس القلعة لكي أجد طريقة أدمرها فيها من أولها لآخرها ،ولكن لقيتها قلعة غريبة جدا ،سورها هو الفراغ أو الضغط الذي أوضع فيه،الرماة على السور هما الشيطان بسهامه ،زجيشها هم أصحاب السوء،والملك كما أسلفنا هو لحظة الغلط،هذا هو الطرف الأول من المعركة.

أما الطرف الثاني هو أنا،أجد نفسي وحيدا أمام هؤلاء لا وأيضا لا أرتدي زي الحرب ، لأني رميت الدرع الخاص بي لما تركت الصلاة لأني مش عارف أبطل الغلط، ولست أدري كيف نسيت أن آخذ معي الرمح الذي هو الصيام، بل أيضا نسيت شكل السيف الذي هو القرآن،وخلعت الخوذة التي هي الصدقة وداخل الحرب بلا أي معين ،وأجد نفسي مستغربا أن كل محاولاتي تبوء بالفشل،لذلك عندما كنت أدخل القلعة ليلا أسمع صوت ضحك،كاني يضحكون علي ويتركوني اقتل الملك ليستبدلوه بملك أقوى منه ،الآن فهمت الحرب وفهمت كيف أكسبها ،أنا آخر ما سوف افعل هو قتل الملك ،واهم ما هعمل عليه هي اللحظة التي تكون بعد الغلط ،التي يكون الشيطان نشيطا فيها،فيحعل الرماة على السور يرمون أول سهم وأهم سهم ،السهم الذي ينسيني أن أسهل ما يمكن أن أعمل بعد الذنب هي أن أقول ((أستغفر الله العظيم))،وبعدها يرمي ثاني سهم الذي يجعلني اعتقد أن أي عمل صح سوف اعمله لن تنفع مع الغلط ،"كيف تذنب وتريد أنت تصلي؟!!".وبعده ثالث وأخطر سهم يأتي بعد الغلط ويقول لك :"كيف أنت بني آدم؟!!"،نعم يا عم انا بني آدم لست بطريقا،ركزوا معي الآن في خطة الحرب ،المرحلة الاولى هي مرحلة الحصار وهذه أهم مرحلة،والغرض منها تجويع وإنهاك الجيش الذي يدافع عن الملك وتتلخص في أنك بعد الذنب أو الغلط مباشرة تستغفر وتتوب مباشرة،حتى لو أفعل هذا الغلط كل دقيقة سأقول لربنا :"أنا آسف،سامحني كل نص دقيقة"،ثاني شيء لن أجعل للغلط أي تأثير سلبي على أي شيء ثاني في حياتي ،مثال:"أنا يا عم تاجر مخدرات وأصلي" لن أجعل نقطة ضعفي تخرب علي أي عمل صحيح أستطيع فعله،مع الوقت اختفت السهام التي كانت ترمى علي بعد الغلط الرماه أصبحوا مجهدين وجيش القلعة جياع وذخيرته أوشكت على النفاد،وهنا هنبدأ المرحلة التانية ألا وهي مرحلة الحضن الرقيق،سنميها هكذا لأننا سنأخذ القلعة بالحضن ببناء حصون أكبر وأقوى حول القعلة،حصن الصحاب بدل صحاب السوء،حصن الشغل المفيد بدل الفراغ،حصن علاقتي وثقتي بربنا سبحانه وتعالى،وسنبني حصن للصلاة ولبر الوالدين وصلة الرحم،كلما كانت الحصون أكبر وأكثر كلما حجم القلعة وسطهم هيكون أصغر وأصغر.

المرحلة الثالثة وقبل الأخيرة اسمها مرحلة المنجنيق،القلعة ترمي سهم ،أرمي عليها صخور عملاقة،اغلط الغلط الذي لا أستطيع أن اقلع عنه ،اقوم أصلي واصون واتصدق ،فالقلعة حتى لم يعد يرمى علي منها حصى.

دلوقتي المرحلة الرابعة والأخيرة،اعرف أني للآن بغلط نفس الغلط ولكن وضعي صار مختلفا،في المرحلة الرابعة فوجئت لما وجدت باب القلعة فتح لوحده والجنود صاروا يسلمون أنفسهم لما رأوا منظر الحصون من حولهم،دخلت وجدت الملك راكعا أمامي ويطلب مني أن أسامحه ،ولكنه لا يعرف أني لم أكن آتيا لقتله، أنا تعلمت أن الفكرة ليست في قتله،المهم إني اسجنه في سجن القلعة واضع عليه أشد حراسة لأتأكد بنفسي كل فترة أن هو في السجن وأن ليس له أي سلطة،القلعة لما فتح بابها، فهمت أني من البداية لم يكن علي أن أدمرها ،القلعة كانت قلبي وأنا كان علي أن أفتحه فقط."

ياسر ممدوح/حارب نفسك

عندكوا شامبوا:-

كم مرة فعلتها-

-لا أذكر

-منذ متى وأنا أفعلها

-لا أعلم

-لماذا أفعلها

-لا أعلم

دمر الشباب بالاباحية والعادة السيئة وأصبحت كالوباء ،لست اتكلم هنا عن أثرها على الشخص وكيف أنها تجعل الشاب ،صفر إرادة ،صفر تركيز، صفر حياة،وإنما أتكلم عن ما بعد ذلك فهؤلاء الشباب سيكبرون ويتزوجون ولكن لا يستطيعون الاستمتاع بأزواحهن كما الافلام فتدمر العلاقات وأبواب القاضي والمأذون مفتوحة 24/7 لأن الشاب لم يجد من يوعيه ،لم يدرك ماذا يفعل بعد أن وقع ،غرق ،وسجن،ولم يجد أحد،لم يدرك الا متأخرا ،ولكن واحزناه.

فالحل ببساطة يتكون من بضع خطوات بسيطة ذكرت في الكتاب الكريم وعلى لسان رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين .

غض البصر:﴿قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم وَيَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أَزكى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما يَصنَعونَ﴾ [النور: ٣٠]وعلى قدر فعلا سهولة هذا الأمر إلا أنه من أكثر الأمور التي تزكي النفس

الاستعانة بالله:﴿قال معاذ الله﴾﴿وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين﴾

تذكر قبح المعصية: قال ابن القيم رحمه الله :أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نورا والمعصية تطفئ نور العقل.

وقال أيضا :أن الذنب كالجربة في بدايته لذة وفي نهايته ندم وحسرة.

مراقبة الله:وذلك بتذكر أن الله هو القريب والسميع والبصيروالرقيب والشهيد والحسيب.

الاختلاط:فكما قال بعض السلف زيادة الألفة ترفع الكلفة واستدل بذلك من سورة يوسف﴿وراودته التي هو في بيتها عن نفسه﴾

الخواطر:فعندما يجول في خاطرك الذنب لا تتردد ارفض فورا فالشيطان يستغل ذلك في أن ينسيك الله كما فعل مع أبيك﴿وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين﴾

قال النبي صلى الله عليه وسلم:(التُّؤَدَةُ في كلِّ شيءٍ ؛ إلا في عملِ الآخِرةِ .)

رصيد من العبادة:فعندما تزاحم العبادة المعصية تهرب ،وخاصة الصيام والقيام ،فالصيام هو أن لا تأكل او تشرب لنصف يوم فما بالك بشهوتك والقيام يجعلك تعرف من الله عندما تقرآ وعندما تدعي وتركه وتسجد.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكُم بقيامِ اللَّيلِ فإنَّهُ دَأبُ الصَّالحينَ قبلَكُم وقربةٌ إلى ربِّكم ومُكَفِّرةٌ للسَّيِّئاتِ ومنهاةٌ عنِ الإثمِ)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ)

الهروب:﴿واستبقا الباب﴾اهرب من الواقع الذي أنت فيه غير صحبتك غير بيئتك وعاداتك غير نفسك إغسلها بماء العبادة.

الصبر: اصبر على معصيتك واصبر على الطاعة وعلى الصحبة و البيئة الجديدتين ،لان اللذة لن تذوقها الا معهم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ)

الدعاء: اعلم أن الله هو المجيب وان هذا الابتلاء لم يكن إلا ليربيك على أن تدعي ،كان يريدك أن تتكلم معاه لأنه يغضب عندما تهجره ولكنه سبحانه سهل أن ترضيه ﴿فادع واستقم كما أمرت﴾

أخيرا وليس أخرا ،اتمنى أن نكون نفعناكم بالوعي وانا لم نتغير ،واوصيكم واياي بتقوى الله ،ولا تسمع للشيطان عندما يقول لك عندكوا شامبوا ؟.