قصة الرجل الذي طلب الحكمة ، فأرشدوه إلى حكيمٍ في بلاد بعيدة ، توجه إليه فلما وصل إنتظر عند بابه ساعة ، حتى أذن له ، ثم دخل فجلس مدة حتى جاءه الحكيم ، فسلم وجلس وبعد مدة سأل الحكيم الرجل ، هل تشرب الشاي ؟ قال الرجل : نعم

فأنتظر مدة ونادى الحكيم : حضروا لنا الشاي وبعد مدة حضر الشاي ، و الحكيم ساكت والرجل ساكت ( لكن في داخله كأن بركانًا سينفجر ) ثم سكب الحكيم الشاي فأمتلأ الكوب ثم سال على الصينية ثم سال على الأرض ، هنا أنفجر الرجل غاضبا ، أنت لست حكيم أنت مجنون ، فأمسكه الحكيم من يده وأجلسه ، وقال : الكوب حين إمتلأ ، فاض و أخرج مافيه ، فأحرص على أن لا يمتلئ كأسك و تفيض .

حتى وإن كانت القصة مملة وتافهة ، ولكن هذا حالنا اليوم ، نغضب لأبسط الأشياء ونخرج أسوء ما فينا ،

كنت مرة واقفا مع شاب لا أعرفه ، ذهبت لأسأله وكان معه إبنه صغير و كان الشاب يقشر برتقالة ، و الطفل الصغير يبكي ويريد البرتقالة وهو يقول : حبة ، حبة ، ولم يكن يتجاوز الثالثة من عمره ، فقام أبوه برمي البرتقالة على الأرض وداسها و ركلها بعيدًا ، فقلت في نفسي : الناس تدفع الملايين لكي يولد عندهم طفل واحد يفرحون به ، وقد لا يرزقهم الله ، وهذا الأب يغضب من إبنه لأجل حطام الدنيا .

عندما أدخل بيتي ومعي أكلة شهية من الخارج ، أقول لزوجتي و لولدي أنا لا أريدها ، لقد أكلت منها ، حتى يأكلوا منها ، أو أقول لهم يكفي ، ليس لي فيها حاجة ، والله والله والله لفرحتي أنا أضعاف ما يحسون هم . مرة أعطيت ولدي قطعة لحم كبيرة فأكل قليلا منها وقال لأمه خبئيها كي لا يأكلها أبي ، فقبلته وضحكت .