لا أعتقد أني أبالغ إن قلت أن جميع الناس لايؤمنون بالحرية إلا حريتهم الشخصية حرية أفكارهم ومعتقداتهم الدينية والفلسفية والإجتماعية وإن كان ذلك يتراوح مابين الامتعاض الداخلي وصولا إلى التطرف والعنصرية والعداء اتجاه المختلفين فيما سبق
فلو أنك كنت مثلا لاتحب الملوخية لدهش منك عشاقها كيف لشخص ساذج مثلك أن يبدي رأيه بأكلة يعتبرونها ملوكية ولو أنك قلت أنك تحبها ولكن تحديدا بأوراق كاملة لانتفض بوجهك من يحبونها مطحونة والعكس صحيح وممكن أن يصل الموضوع حد الشتيمة خصوصا لو طرح الموضوع على صفحات التواصل الإجتماعي حيث يسهل الشتم واللعن لأتفه الأسباب حتى وإن كان الموضوع عن الملوخية وماذا لو أن أحدهم يجدها ألذ باللحم بدل الدجاج أو أن أحد يفضلها بلحم الأرانب لربما اعتبره عشاق الدجاج متطرفا أو قديم الطراز
بالتأكيد الأمر أعقد من صحن طعام إلا أنك ستدهش من صغر حجم الأمور التي لايتقبل الناس فيها حرية الأختلاف ستجد أن الجميع يدعي تقبل الأخر والإيمان بحرية المعتقد وأسلوب الحياة غير أن إيمانهم الحقيقي هو الحرية الخاصة بهم وكلمة حرية التي يطالبون فيها إجتماعيا ماهي إلا رغبة بحريتهم فقط تلك الحرية التي بدلا من أن تنتهي عندما تمس حرية الآخرين بات اليوم الكثير الكثير من الأشخاص يحاولون أن يجعلوها تبتدأ عندهم وتنتهي عندهم بحجة أنهم منفتحون وأحرار معاصرون غير أنهم يقرأون مفاهيم التحرر بصورة معكوسة
أرجو أن لايبدي احد ما رأيا سلبيا بالبيتزا فبالتأكيد لن أتقبل حينها جلوسنا سويا على مائدة الحرية
لكن ليس من حقه أبدا أن يجبر الٱخرين أن يكونو له إمعة ويشبهونه في صفاته بغض النظر أنها بالنسبة له مثالية
الحياة اختلاف وفي جميع مجالاتها ؛لأن هذا الاختلاف يؤدي بنا دائما الى أن نصل الى الأشياء الصحيحة من خلال المناقشات المنطقية وليس الرفض والاعتراض من اجل الاعتراض فقط...
تقبل مروري
ثقافة
مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.
التعليقات