#الغيرة_والصراحة_تحت_مجهر_خادع

#الصراحة_ليست_راحة

ما تطلبه معظم الحبيبات من فرسان أحلامهن، هو أن تكون الصراحة اللغة الوحيدة التي لا بد أن يتقنها كل فارس.

وحين يأتي دور التحدث، يكون الحديث أشبه بصاعقة كهربائية تمحو كل شيء عاهدت عليه فارسها بأنها لن تستاء إذا صارحها، إلا أنها تُبطن خلف ذلك، وهو لا يفهم ماذا تقصد؟ فتطول ظنونها وتتحول لشكوكٍ عمياء؛ فتبدأ بالبكاء والتذمر، وتجلب الأسى والهم لنفسها- وهذا ما تفعله معظم النساء، بمجرد شكَّهن بوجود امرأة أخرى تشاركها فارس أحلامها أو بعلها، وبالمقابل "يكون الثمن" زهيدًا عليهن، فهن لا يقبلن بالمقاومة، ولا يرضين حتى بالمساومة؛ فقط سيُلقين باللوم كله دفعة واحدة بدون رأفة! ولن يأخذن حُجة ولا برهان.

#عهود_خائنة

كان يُحضَّر كل شيء من أجل إقامة مراسم الزفاف، من أجل التحليق في عالمها المضيء والمليء بسحابات الأمل الذي ما اكتمل يومًا! لكن وفي هذه الرحلة تحديدًا كانت المشقة حاضرة في كل منعطفاتها، وأما الخيبة فكانت هي "العنوان الأعتى الذي برز كمخالب وأنياب السبع حين يثب على فريسته".

الفزع والهلع كانا من نصيبه، وأما هي فقد اختلقت الأعذار، ورصدت الأخبار، وأوردت الإنذار لذاتها، ذلك الإنذار الذي قطعته على نفسها، وأقسمت بأنها ستحفظ حبيبها ولن تُغضبه مهما أغضبها!

لقد حنثت بقسمها، ونكثت بوعدها، وأخلفت بعهدها؛ فأوضحت ما في صحيفتها من شموعٍ لا يُعلَّق بها قطعة حرير.

يضيق معنى العبارة مهما اتسعت! والقلب موجع منها مهما اعتذرت! فبعد أن أطلقت عليه رصاصة الرحمة، اتضح أن لها أصباب وأحباب، ثم هي وإن كانت لا تعرفهم، إلا أنها تفتخر بذلك! ما هذا الجنون الذي يُحوَّل الغيرة إلى عنادٍ قاتم، وكبرياءٍ شقيٍ عاتم؟

قد تقرأ الآن القصة الأكثر ألمًا، وأنت خائف مذعور، وقد تصل إلى سطحها الذي سيُبحر بك إلى جزيرة أشبعتها الروايات من شتى الحكايات، ولكنها لم تكتب أي نهايات، فلماذا لا تكتب النساء تلك النهايات وتتجه لبدايات العظمة وكتابة الآيات؟

القصة دامية والجروح شاكية بما فيها، فأتركها لكم لتحققوا فيها! وتتنقلوا بين سطورها، كما تحبون:

شكته وكأنها لم تحببه يوما، قالت بأنه جبان، وهي من خذلته، وادَّعت بأنه كاذب ولكنها من قتلته، أرادتهُ أن يأتي إليها ولم تعلم بأنها من نثرته، وكأنه أجرم وأضرم النيران على نارٍ هادئة أشعلها هو ولم توقدها هي بعنادها وتجاهلها له!

قررا أن يفترقا حتى لا تتسع الهُوة بينهما؛ فيدخلان في مخاضاتٍ أليمة وعواقبها وخيمة، مهما زادت حدتها لن تصل بهما لقارعة طريق، ولا قشَّة غريق، سيصلان إلى "اللاشيء"، ولهذا فالفراق أجملُ بدمه أن يُراق، ولو تكحلت المآق دمعًا.

#هل_هي_غيرة_حقا؟

بعد فراقهما البسيط، والذي كان متوقعا، بدرت منه كلمات في حقها، كانت كفيلة بأن تضع خط النهاية تمامًا لكليهما، وليس خط رسمٍ بسيط كما تعودا عليه- وما دفعه لذلك هو غرورها وغيرتها الساذجة! وردها على كل كلمة يقولها، بكلماتٍ أكثر قسوة وألم- فاكفهرتَ وظهرتَ له بوجه كالحٍ كما لو كانت ليثًا يتجهم في وجه طريدته؛ ليُثير رعبها، فيُفقدها نصف قوتها بتلك النظرات المريبة.

#النهاية

لقد حذرها وقال لها: معركة لو خُضتيها، كونِ على يقين بأنكِ سوف تخسرينها! لكنها تكبرت حتى تزحزحت مكانتها في قلبه، وتذيلت منازله حتى كأن وجودها "عدم"؛ فصبَّت الزيت على النار، وعلقَّت الآمال بالآجال، ولم يكن لها أن تتواضع وتعترف بأنها زرعت الأشواك في طريق حبيبها، فجعلته يتألم ويتألم! حتى صاح بأعلى صوته: أنـــتِ....  ....  .... 

حيَّن حاول أن يُذكرها بما فعلته به، تحججت بأنَّها تغـار، وأن غيرتها أعظم من كل الأسباب! فهل يمكن لكل أنثى تغار، أن تُحرق حبيبها وتجعله حطبًا تُلقي به في سعيرها؟ أمَ أن الصبر والتريث والهدوء صفات لا بد أن تتعلمها كل أنثى، قبل أن تقتل علاقتها بزوجها! من أجل أن تعرف برائته على الأقل، أو تُثبت بأن شكها في محل حقيقةٍ لم يطل مفعول قناعها.