تعددت الأسباب وتفرعت الأشجار وباتت الأرض بلا حصاد ولم نعد نرى تلك القيم بالعباد ، بئسا لك يا ناكر الفضل وجاحد الأرحام ، ذلك الجيل هو جيل الأمجاد والأخلاق وصانع قيم أحفاد الأحفاد ، ذلك هو الجيل الذي أفنى شبابه في شقاء بسعاده حتى تتمكن من الوصل للشهاده التى بحوزتك الآن وتحدثنا الآن قائلا " الله لا يعيد جيلنا الله لا يعيد جيل الطيبين " أولاً دعنا نتفق أنك لست منهم ثم أتعلم من هو جيل الطيبين الذي تتحدث عنه أيها الأَهْوَجُ الجَهُول أو ماذا تعلمنا منهم لم أكن فرداً منهم لأدافع عنهم ولكنني تعلمت كل شيء منهم وأسمى ماتعلمت هو ، ألا أنكر معروفاً ، وألا أترك محتاجاً ، وألا اؤذي جارا ، وأن أكرم الضيف ، واحفظ حق الشيخ كيف لا أتمنى أن تعود تلك الأيام السامية ، و أن يعود جدي ويملئني بالمزيد من الحكمه والرحمة والرأفة وأن يعلمني كل ما لم يسعفنا الوقت لأتعلمه ، وأما أنا فقد سئمت جيلي وأريد جيل أبائنا وأسلافنا الذي اتسم بالحب والصفاء وكان العطاء منهج حياة لهم أريد جيل من أخبرني ذات يوم بأن ...الغيرة دين والوفاء مروه والصداقه عزوه والعقل رأفه والتأثير لين وشده ، وخدمة الأنام واجب لا عزه ، والأخلاق الحميدة ثراء لا ميزان له ، واللسان كحصان جامح ، إن روضته راضت لك الأنام ... يا سيدي الأَهْوَجُ الجَهُول تبا لتلك الشهاده والمراكز والشهرة الكذابه ، كيف لك أن تتحدث عن جيل كان فقيرهم زعيم وغنيهم رحيم وصغيرهم عنيد وكبيرهم حكيم ، نسائهم جذور البيوت وفتياتهم ثمار صعبة المنال كيف لك أن تتحدث عن جيل كان حصادهم أعظم الأدباء والكتاب والأطباء والمهندسين المعماريين وكذلك الأمراء والوزراء والنواب وأكبر التجار يا سيدي الأَهْوَجُ الجَهُول معذرة ولكنك لم تترك لي الخيار وجعلتني أخرج عن السياق ولكن لا بأس فكل ماكتب كان حقيقة لا تعظيماً لفراغ
جيل الآباء والأجداد هو جيل الأمجاد
يمكن لك أن تستخدم أسلوبًا أكثر لطافة في توجيه الحديث للجيل الحالي وأنت منه، وأعتقد أن التعميم الذي تحدثت به يفقد النص قيمته، فليس هناك جيل بأكمله من الطيبين الحكماء وليس هناك جيل بأكمله من الجهلاء والطائشين، بل إن كل مرحلة شباب تتسم بالنزق وكل مرحلة كهولة تتصف بالحكمة، وليس بالضرورة أن الشخص الكهل الذي عرفته متسمًا بالحكمة والوقار كان كذلك في شبابه، ولذا فأعتقد أن طرحك جاء في سياق عاطفي، ونتيجة لسخط على ماتعيشه أو تراه من حولك، ولا ألومك فأحيانًا تجاربنا الشخصية تصيغ أحكامنا و تمنعنا من النظر بموضوعية، ولكن كفتاة لم تتجاوز الثالثة والعشرين عامًا أرى أن جيلنا واعٍ أكثر بحقوقه، و بمواضيع كثيرة، مثل الصحة النفسية والمشاكل الاجتماعية المختلفة، ومواضيع التربية، وهذا أمر مفروغ منه إذ نشأنا في عصر الانفتاح وإتاحة المعلومات بشكل كبير، وأمي من الجيل القديم ومع أنها قارئة نهمة ومتعلمة وتعمل في الترجمة، إلا أنها تشهد أن اليوم أفضل من الزمن الماضي حيث كانت المعلومة تحتاج الكثير من الجهد للحصول عليها من الكتب أو الصحف أو غيرها، وانها ذاتها أصبحت أكثر اطلاعًا على أمور لم تكن مألوفة أو مطروحة من قبل.
كلماتي كانت ألطف مايمكن أن تكون ولم تنقص من هذا الجيل ولكن كل إنسان يرى مايريد وكما قلت سابقآ أنا ولدت برأي وعقلاً يميزني عن غيري بكل تأكيد ، ولا أحب أن أطيل هذا الحديث ولكن من يرضى بعدم توقير الكبير اذا مارأيك في حديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم :
من لم يرحمْ صغيرَنا ويُوقرْ كبيرَنا فليس منَّا
أين توقير الكبير في حديث البروفسور ولكن على كل حال هذا رأي ولك رأي أحترمه واضعه نصب عيناي
التعليقات