في فترة ليست بالبعيدة، تم دعوتنا على دعوة زفاف، الذي لفت نظري في دعوة الزفاف، ليس البيت الشعري المكتوب بها، أو التصميم الرائع والمبهج للدعوة، كلا! فالأمر كان مختلفًا تمامًا. ففي الواقع الذي استوقفني على هذه الدعوة هو عدم كتابة اسم العروس، فقط تم الاكتفاء بكتابة أول حرف باسمها!
قد يرى البعض أن مناداة المرأة بالأخت، كريمة فلان، أم فلان لا ينتقص من كرامتها أو يبخس حقها لكن في المقابل هناك من يرى أن اسم المرأة ليس بالعورة أو الفضيحة التي يجب سترها أو كما يردد البعض بأنه يشعر بالغيرة عند ذكر اسمه أمه، أخته أو زوجته؟ وأنه من باب الاحترام أن تنادى الفتاة أو المرأة باسمها تكريمًا لها؟
لو عدنا إلى مئات السنوات وتحديدًا إلى العصر الأيوبي، لوجدنا الشاعر بهاء الدين زهير كان يرفض ذكر اسم زوجته أمام الناس، فهو يشعر بالغيرة إن سمع الأغراب. تخيلوا ماذا كان يقول؛ "بعض الناس قالوا وفعلوا " حتى أنه ذكر البيت الشعري التالي:
وأنزّه اسمك أن تمر حروفه من غيرتي بمسامع الجلاس!
فأقول "بعض الناس" عنك كناية خوف الوشاة وأنت "كل النّاس"
من خلال هذا الموضوع ارتأيتُ مناقشة هذه العادة، فلِمَ لا نتبادل الآراء فيما بيننا حول هذه العادة ، هل مازالت موجودة في بلادكم؟ والأهم من كل ذلك، هل تؤيد ذكر اسم المرأة أو الفتاة أم أنك سترفض ذلك لأسباب معينة؟ وإن كانت هذه العادة موجودة، ما هي الكلمات التي يستخدمها الرجال عوضًا عن أسماء أخواتهم وزوجاتهم وأمهاتهم؟
في بلدي ما زالت هذه العادة موجودة والدليل على ذلك دعوة الزفاف، وربما لو عدنا إلى ست سنوات تقريبًا أي في عام 2016، كان هناك وسم "أسماؤنا ليست عورة" على إثر قيام بعض الكتل الانتخابية بإخفاء أسماء مرشّحيها من النساء، والاستعاضة عنها بأخت وأم فلان وزوجة فلان. بالطبع هذا لا يعني أن الكل ملتزم بهذه العادة. هناك نسبة معينة تنادي الفتاة والمرأة باسمها ولا تخجل من ذلك.
التعليقات