ليس تنظيم داعش صناعة أمريكية ولا إسرائيلية ولا إيرانية، بل إنه صناعة إسلامية خالصة، وهو نتيجة طبيعية للخطاب الديني المتطرف والطائفي الذي ظلّ مسيطرًا على الساحة لسنين طويلة. ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات العربية يجد أن هذا التنظيم له رواج وشعبية لدى عدد لا بأس به من الناس، حتى في التعليقات على هذا الموضوع يوجد من يدافع عن داعش، فلمَ إلقاء اللوم على الخارج إذن؟ كفانا تهرّبًا وغوغائية ولنعترف بواقعنا. نعم أمريكا والغرب براغماتيون ولا تهمهم إلا مصالحهم، وقد ظلمونا وفعلوا فينا ما فعلوا، لكننا لسنا ملائكة أيضًا، وليس كلّ شر يحدث هو مؤامرة غربية أو صهيونية أو ماسونية كما يعتقد بعض العوام.
هل "داعش" مجرد خدعة امريكية لضرب البلاد العربية ؟
و أنا لم أاقل أنه صنيعة أمريكية ولا غربية بل هو ردة فعل طبيعية و منطقية و مفهومة ... لكن ليس للخطاب المتطرف كما زعمت أنت بل للاضطهاد و الظلم الذي يتعرض له المسلمون في كل مكان و الانبطاح الثقافي وو الحضاري لحكومات الشعوب العربية و الاسلامية و محاولة اخضاع الشعوب ونهب ثرواتها وسفك دمائها فالمتأمل يجد أن العامل المشترك لمن يُقصف دائما و يُقتل دائما هو أنهم مسلمون في فلسطين و افغانستان و العراق و مالي و بورما و الشيشان ... و حسب رأيي فإن التنظيمات الجهادية قادرة على استقطاب أعداد أكبر من الشباب في ظل هذا الطغيان و التجبر الذي يجتاح العالم و يستهدف المستضعفين من المسلمين ... إضافة إلى أن مشروع "داعش" واعلانها إقامة دولة خلافة اسلامية حولها من تهديد أمني للغرب إلى تهديد استراتيجي فهي حسب منظورهم الدولة الوحيدة في العالم التي خرجت عن بيت طاعة مجلس الأمن ولا تعترف به ولا تعترف بالحدود التي كرسوها و إن تركت فستكون قوة تغير نظام الخريطة العالمي .
التعليقات