المهر وباختلاف بسيط بين الدول حول العالم في قديم الزمان وحاضره، يعدّ إحدى التقاليد التي تتبعها الأسر قبل الزواج. فيتمّ اعطاء العروس مالا من قبل زوجها كما يحدث في الإسلام، والعكس في المسيحية سابقا قبل القرن العشرين.
بقي المهر أو الصداق وسيلة في المجتمعات الإسلاميّة لمساعدة العروس على شراء ما تحتاجه من ألبسة وجهاز لعرسها تتزين به يوم زفافها. ولو بقي هذا التقليد محصورا في مساعدة الزوجة المستقبليّة لكان التقليد من خير ما يكون. لكن وبعد سنوات جمر كثيرة عاشتها الدول العربية من المحيط إلى الخليج، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية المتدهورة والتي انعكست مباشرة على الأوشاع الاقتصادية، أصبح الزواج عائقا بما أن المهر في الاسلام فرض على الزوج، فقد أتى في القرآن " وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا ".
لكن، وللأسف، وبسبب الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها العرب انعكس ذلك مباشرة على القدرة على دفع مهر العروس، ولأن غياب التوعية في المجتمعات العربية جعل من الأسر أسرا "طمّاعة" تستغل رغبة شخص ما في ابنتهم لطلب المستحيلات، أصبح المهر أول وآخر عائق.
في 2018 رصدت الخليج أونلاين بعض ارقام تكاليف المهر والزواج في بعض الدول العربية. أين وصل المهر في مصر (قيمة قصوى ومن دون تكاليف العرس) إلى 17 ألف دولار، وفي لبنان 150 ألف دولار، وفي قطر 20 ألف دولار، وفي البحرين خمسة آلاف دولار كحد أقصى.
تخيّل هول هذه الأرقام في ظل الفقر الذي تعيشه المجتمعات العربيّة، فأدى ذلك إلى ارتفاع نسبة العنوسة (وما بالك ما العنوسة في أوساط مجتمع رجعي)، حيث أن لبنان تصدرت نسبة العنوسة في العالم العربي عام 2019 بـ85 بالمائة، 85 بالمائة من بنات لبنان لسن متزوجات، وفي الجزائر وفي نفس العام، رُصدت 5 ملايين فتاة عانس.
وفي وسط هذه المعمعة، ظهرت بارقة أمل في منطقة الأمازيغ شمال الجزائر، وهي مناطق قرويّة إلا أن الانفتاح بين سكانها يفوق أي انفتاح يمكن أن تجده في منطقة أخرى في البلاد. وقد اتّفقت "العروش" فيما بينها منذ عقود على إلغاء المهر نهائيا وجعله رمزيا بإعطاء والد العروس 1000 دينار جزائري أي ما يعادل 7 دولارات والتخلّي عن دفعها إن لم يملك ذلك أصلا، وهذا لا يعني عدم مساعدة العروس على شراء ولو خاتما صغيرا، لكن لا أحد يلزم أحد بملا لا يقدر عليه. وهذا ما جعل كثيرا من الجزائريين يفضّلون الزواج من تلك المنطقة إضافة إلى أسباب أخرى.
هل واجهتكم مشكلة المهر وأنتم تقدمون على الزواج ؟.
وإن كنتم عزّابا، كيف تنظرون إلى الأمر برمّته ؟
التعليقات