الضرب كوسيلة تربوية هو أداة فعالة ذات مردود جيد - إن أُحسن استخدامها - ولا مفر من استخدامها عند محاولة تطبيق مستوىً عالي من الأخلاق والأدب.
وأما عن الضرب في حد ذاته فهو جيد لأنه يعوّد الطفل على التعايش مع الأنماط والأساليب الخشنة في التعامل، دون أن يشعر بالضيق الزائد أو الخوف منها. في حين من لم يتعود على أن يُضرب في بيته أو في مجتمعه (على شكل مصارعة مع أقرانه) فالغالب أنه سيكون شخصًا جبانًا في الأفعال والأقوال ضد التعنيف الجسدي إن واجهه.
أما القول بأنه يضعف شخصيته؛ فهذا يكون بسبب الإفراط فيه، أو لاستخدامه السييء مع الطفل؛ والحقيقة أن الأساليب التربوية اللطيفة والعنيفة يمكن أن تسبب ضعف الشخصية إن كانت خاطئة وغير سديدة.
-------------
أما بالنسبة لانتشر منعه في الغرب، فيعود ذلك لأن الغرب لا يجمعون على مرجعية قيمية، وما يجمعون عليه من قيم أخلاقية - أو يكادون يجمعون عليه - هي القيم الليبرالية العلمانية فقط. لذا فهم لا يجدون في أنفسهم حاجة إلى التربية إلا بالقدر الذي يمكّن الأطفال من العيش أسوياء إلى أن يصلوا سن البلوغ، وأفضل ما يرجى لها - أي التربية - من مخرجات هي إنتاج إنسان خالي من الأمراض النفسية.
أما نحن فعندنا الكثير لنربي عليه أبنائنا، ولنا طيف واسع من القيم شبه المجمع عليها من التحسين والتقبيح والواجب والمذموم، للسلوكيات والأفعال والأقوال. ولا شك أن هذا يجعلنا أمام واجب كبير يتطلب صلاحيات واسعًا للوسائل التربوية لنتمكن من إيصال أكبر قد من هذه القيم إلى الجيل التالي. لذا فما عند الغرب وما يصلح عندهم، لا يتناسب مع حالتنا ولا يصلح فيها.
التعليقات