بدأ فن التصوير (الرسم) منذ أن بدأ الإنسان البدائي تسجيل تاريخ وجوده على الأرض، من خلال الرسم على جدران الكهوف، حيث توجد رسوم مرسومة بالأصبع على الطين لبعض الحيوانات، وكفوف بشرية مطبوعة على الجدران. كما اهتم فن التصوير في ذلك العصر الحجري، بالتظليل وملاحظة التناسب والتفاصيل الهامة، واستعمال المساحات على أساس تصوير السطح ذو البعدين دون أي عمق وهمي (البعد الثالث).

وفي العصر الفرعوني ارتبط فن التصوير بفن النحت، فكان الرسام يقوم بتلوين الحوائط المنحوتة في المقابر والقصور، ثم أصبح فناً مستقلاً بذاته عندما نحتت القبور في الصخور الصلبة، فكان الفنان يغطي الجدران بطبقة من الجص، ثم يرسم عليها.

ومع بداية العصر الإغريقي حاول المصورون عمل تجارب في المنظور والظل والنور واللون، وهذه كانت بداية دخول العمق الوهمي أو البعد الثالث. وبحلول العصر الروماني أصبح الفنان يصور المناظر الطبيعية للحياة من حوله، كالعمائر والأعمدة والنوافذ والحدائق، كما اهتم بالصور الشخصية والدينية.

ثم توالت العصور والحضارات وظل فن التصوير يتطور خلالها، إلى أن وصلنا لعصر النهضة، وهنا كانت قمة الإزدهار. اعتمد فنانون هذا العصر على التصوير الطبيعي للأشخاص ولمظاهر الحياة من حولهم، ومن أشهرهم الفنان الإيطالي جيوتو دي بوندوني، مازاتشو، ليوناردو دافنشي، مايكل أنجلو، ورفاييل.

ومع قيام الثورة الفرنسية التي امتد تأثيرها إلى أوروبا بأكملها، تغيرت مفاهيم التصوير التقليدي، بدايةً من المدرسة الكلاسيكية الجديدة التي تميل لاستخدام الخطوط الصارمة والألوان القاتمة، للتعبير عن موضوعات خالية من الإنفعالات التافهة، مروراً بالرومانسية والواقعية، ووصولاً للإنطباعية، والنقاطية، والتعبيرية، والتكعيبية، وجميع المدارس والمذاهب الفنية التي ترفض التصوير الطبيعي لمظاهر الحياة، وتجنح نحو التجريد بدرجات متفاوتة.

والآن فلنتشارك معاً أي نوع نفضل، اللوحات الطبيعية أم التجريدية؟

صورة من أعمال رفاييل

صورة لبابلو بيكاسو تعبر عن التكعيبية