حكاية الغرب والعرب

12

التعليق السابق

الحضارات دائما ما تستفيد ممن سبقها, وعلماء المسلمين اعتمدوا كل الاعتماد على كتب اليونان والهند والفرس, ولا يمكن حصر التقدم العلمي في البشر بدين أو عرق, فغير المسلمين من بدء التاريخ إلى الآن يمثلون الأكثرية في المساهمات العلمية والفلسفية وغيرهما.

ألا تملوا من تكرار لعب دور الضحية, وإظهار عقدة النقص عندكم؟

أما عن الجرائم, فليس هناك أمة من الأمم لم يكن لها نصيب من الحروب والقتل والظلم, فذلك دأب البشر باختلاف أديانهم وأعراقهم, ولو بدأنا محاسبة البشر بما فعل سلفهم, لبدأنا بسلفنا وحروبهم المبتدأة "جهاد الطلب" وفرضهم الجزية واسترقاقهم البشر والتسرِّي بالنساء, أعميت عن هذا؟ أم يحل لك هذا ولا يحل لغيرك, أنسيت حتى اقتتال المسلمين مع بعضهم؟ تحبون وضع أوزاركم على غيرهم وعدم تحمل شيء.

بهذه العقليات التي لا زالت تتشبث بانجازات من مات لن نتقدم, وكما يُقال "ليس الفتى من يقول كان أبى ولكن الفتى من قال ها أنا ذا", لا أرى الغرب ولا الشرق ولا غيرهما يفعل هذا إلا العرب المسلمون.

-1

المسلمين هم بالدرجة الاولى اناس أي انهم ليسوا معصومين عن الخطأ, فمن غير العادل الحكم عليهم بأنه يجب أن يكونوا ملائكة تمشي على الأرض, وقد برزت بعض التصورات الغير صحيحة خلال مدة الخلافة الإسلامية لكن بخلاف الدول الأوروبية والغرب كان هناك شريعة وعلماء مسلمين يحرصون على فضح هذه العلل والعمل على تصحيحها فعلى سبيل المثال تخاذل الأمراء المسلمين في الدفاع عن اراضي بلاد الشام من الاحتلال الأوروبي, او اشكالية كون القران مخلوقاً التي تصدى لها بقوة الإمام أحمد بن حنبل.

فالشريعة الإسلامية عملت كالبوصلة التي تصحح سلوك المسلمين اذا ضلوا الطريق بعكس الدول الأوروبية التي تخلت عن منظوماتها الأخلاقية واتخذت إلهها هواها, واتبعوا مقولة الغاية تبرر الوسيلة في تعاملها مع الشعوب الأخرى سواء مسلمين أم غيرهم, وصحيح أن المسلمين قامو بالبناء على العلوم الموجودة ولكن على عكس الكثير من الدول الأوروبية لم يحتكروا العلم لأنفسهم بل نشروه للعالم, على عكس الوقت الحالي فبعض العلوم المحتكرة حالياً كعلوم الطيران والفضاء فكثير من الشركات تشترط جنسيات معينة للعمل لديها.

فهذا هو التاريخ يمكن لأي كان أن يرجع إليه ويقارن بين "جرائم" المسلمين و جرائم غيرهم.

لكن, لا يخفى حالة الضعف الحالية التي تشهدها الأمة الاسلامية في الوقت الحالي والذي كان سببها ضعف المسلمين أولاً وبعدهم عن دينهم, ثم تمكن الأمم المعادية لرسالة الإسلام عليها. وسبب بقاء حالة الضعف ليس مقتصرة على ممارسات الدول المعادة فأنا أتفق معك في أن الكثير منا يلعب دور الضحية بدلاً من أن يبدأ بالعمل على إصلاح الأمة.

وبرأي الشخصي, فإن صلاح الأم يبدأ بفهمنا الصحيح لعقيدتنا الإسلامية بالإضافة إلى فهم عقيدة أعداء الأمة المبنية على النفعة ومادية. فعند وضوح هاتين النقتطين يستطيع كل مسلم أن يعيد بناء الأمة كل من موقعه دون شك أو وساوس وهواجس نابعة من ضعف الفكر أو العقيدة.

-1

أذا قرأت اجابتني, فإن أول سبب أوردته للضعف كان المسلمين أنفسهم أولاً ثم أتبعته بالأسباب الأخرى.

لقد شاهدت بضع فيديوهات للدكتور إياد القنيبي عن العقيدة لم أجد فيها عنصرية أو جهل, أما بالنسبة لالدكتور هيثم طلعت فقد قمت بالبحث عنه بعد أن ذكرته ويبدو أن محتواه هو مناقشة مواضيع الالحاد والعلمانية, فشكراً على ذكره.

هذا ما يقوم به الغرب حاليا بينما نحن لا نفعل ذلك.

نعم هناك تقصير من جهة المسلمين في الوقت الحالي, فنحن بحاجة إلى تفعيل سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أما قولك فإن هذا ما يقوم به الغرب حالياً, فهذه نقطة أختلف معك فيها فإذا رأيت حجم العداءوالعنصرية لأصحاب العرقيات الأخرى من المغتربين في دول الغرب من أفارقة وهنود وعرب ومكسيك, والذي يتزايد ويصل أحيانا إلى أعمال عنف على سبيل الشاب الذي قام بقتل سيدات ذوات أصل كوري في الولايات المتحدة بسبب عرقهن (https://www.nytimes.com/liv... أو حادثة قتل العائلة المسلمة في كندا بسبب دينهم (https://www.dw.com/ar/%D9%8... .

ومثل هذه الاحداث لن تكون الأخيرة فجميعها ترجع من إلى خلل فكري لدى المجتمع, وهذا الخلل لا يتم التعامل معه بالجدية الكافية أو بذل الجهد اللازم.

مرة أخرى أنا لا أقول بأننا ملائكة بل لدينا الكثير من العيوب التي يجب العمل على حلها من جهتنا وهذا يتطلب منا وقت وجهد وفكر لا الافتتان بظاهر الفكر الغربي والسعي إلى اتباعه بشكل أعمى.

لا أنفي إيجابيات الغرب وإلا لما وصلوا لما هم عليه لكن في المقابل الفكر السائد في الغرب (والشرق كالصين والهند) هو فكر غير مستدام, فهو فكر مادي ويزن الأشياء والأشخاص سواء حسب قيمتهم المادية.

وهذا شيء يجب أن يبقى حاضراً في الأذهان أثناء التلقي والتعلم منهم, فمثل هذا الفكر هو مماثل للجاهلية الأولى التي كانت تقيّم الناس حسب مالهم ومكانتهم لا أخلاقهم ومنفعتهم لللآخرين. وقد حارب الإسلام أول ما حارب هذه الجاهلية في بدايته ,ونحن لا نريد استعادتها مرة أخرى تحت مسميات مختلفة.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع