هذه المقالة تقول أن وجود بعض الروبوتات في مجال العمل سيصبح أمراً عادياً بحلول 2025:
ياترى ماذا سيحدث لبعض الوظائف مثل: الفراش، السكرتير وغيرها من الوظائف التي أعتقد أنها ستكون من أوائل الوظائف التي تتأثر بهذا التحول.
علينا أن ندرك بأن طبيعة تقنية الحاسوب مختلفة في طبيعتها عن الآلات الميكانيكية، هذه الآلات تحتاج من يديرها ويعمل عليها بينما الحاسوب يمكن أن يصمم لكي يعمل لوحده وأكثر من ذلك، بإضافة شيء من الذكاء يمكن للحاسوب أن يدير مصانع ويحرك طائرات وقريباً سنرى سيارات القيادة الذاتي - بالتالي لا حاجة لسيارات الأجرة وسائقي الحافلات - وهناك مزارع ومصانع تدار بأفراد قلة.
خذ مثلاً المزرعة الأمريكية، قبل أكثر من ١٥٠ عاماً كانوا بحاجة للعديد من العبيد لكي تكون المزرعة منتجة، الآن ٥ أفراد يمكنهم إدارة حقول بأحجام هائلة لا يمكنك أن ترى نهايتها إلا إن كنت تطير فوقها، الآلات جعلت المزارعين يستغنون عن خدمات عشرات الناس.
لا شك لدي أننا مقبلون على موجة جديدة من التقنية التي تخلق وظائف أقل بكثير ما تقتل، وهذا ما يؤمن به كثير من الناس وكتبوا عنه في كتب، لذلك هناك مقترحات لأفكار مثل:
راتب أساسي للجميع أفراد الشعب، فكرة كانت تناقش في الإمارات قبل فترة وإن كانت موجهة في الأساس للعاطلين عن العمل، لكنها الآن ظهرت للسطح في دول أوروبية وفي أمريكا، لأن البعض أدرك أن التقنية تجعل من الصعب على البعض الحصول على وظائف لكن العمل لا ينتهي - لنفرق بين العمل والوظيفة - وأصبح من الواجب على المجتمعات تقديم حد أدنى من المال والسكن لكل الناس لتجنب الفقر والتشرد.
تشجيع العمل التطوعي، لأن العاطلين عن العمل قد يعانون من الاكتئاب والانسحاب من المجتمع خجلاً من وضعهم في مجتمعات تقدس الوظائف، لكن مع وجود حد أدنى من الراتب يمكن العمل تطوعياً وفي مجالات كثيرة تحتاجها المجتمعات ولا يمكن تغطيتها بالمؤسسات الحكومية أو الخاصة.
رفع الضريبة على الأغنياء جداً لإجبارهم على المشاركة بثرواتهم مع الآخرين، هذا موضوع يحتاج لكتب، لكن المختصر هو التالي: بدون جهود الموظفين الصغار لن تجتمع المليارات في أيادي حفنة من الناس، ومع إدخال التقنية سيتمكن هؤلاء الناس من توزيع ثرواتهم على عدد أقل وجني أرباح أكبر وبالتالي مزيد من عدم التوازن وهذا قد يشكل خطراً كبيراً على أي مجتمع.
كنت في الماضي على يقين أن التقنية الحديثة تخلق وظائف أكثر مما تقتل، لكنني لم أعد أؤمن بذلك، الشواهد كثيرة على أن التقنيات الذكية اليوم ستجعل المجتمعات تستغني عن وظائف كثيرة دون أن تقدم بدائل أو مصادر دخل لمن فقد وظيفته.
علينا ألا نتوقع قيام الشباب بالأعمال التطوعية في حال عدم توفر الحاجيات الأساسية لهم، فهل تتوقع من شخص بالكاد يؤمن لقمة عيشة أن يقوم بأعمال تطوعية؟ بالطبع لا.
بالمقابل أؤيد بشدة فكرة الراتب الأساسي لجميع أفراد الشعب في حالة تفشي البطالة وقلة الوظائف.
من ناحية أخرى لا أرى أن دخول الروبوتات سبب رئيسي في البطالة، فكما تفضل بعض الأخوة أن دخول التقنيات الجديدة سيفتح سوق عمل جديد، المشكلة هي سوء الإدارة وعدم تأهيل الآخرين لمواكبة متطلبات سوق العمل الجديدة، الشركات تتحمل جزء كبير من المسؤولية في تأهيل موظفيها لمواكبة المتطلبات الجديدة.
كما قلت فلي ردي، وفي نقطة التطوع، وجود راتب وتشجيع التطوع يأتيان معاً، ولاحظ أنه تطوع، سيحصل الفرد على راتب سواء تطوع أم لم يتطوع.
دخول الروبوت في مصانع السيارات يغني عن المئات من العمال المهرة في مجالات كثيرة، دخول الروبوت في المزارع يجعل مزارع بحجم دول صغيرة سهلة الإدارة من قبل أفراد لا يزيدون عن ١٠، أنظر إلى أستراليا وأمريكا ومزارعها التي تدار بأجهزة تغني عن وجود مئات العمال، دخول تقنيات جديدة لا يعني فتح سوق جديد فقط، بل هناك عدد من الوظائف ستذهب دون عودة ومقابلها وظائف أقل ستظهر، لا يمكن أن نتوقع من الجميع أن يعملوا في وظائف عالية المهارة، المجتمعات بحاجة لكل أطياف المهارات والقدرات.
بالمناسبة، بسبب تعاملي مع كثير من موظفي القطاع الحكومي في بلادنا، وجدت أن أكثرهم يمكن الاستغناء عنهم من خلال برامج حاسوب مصممة بإتقان، لو حدث هذا سيفقد آلاف من الناس وظائفهم، من غير المعقول أن نغض الطرف عن هذه الحقيقة ونقول أن هناك سوقاً جديداً للوظائف سيظهر، في بلدان عدة هناك مدن أصبحت مريضة وباقتصاد ضعيف بسبب التغير التقني أو حتى ظهور شارع بعيد قليلاً، خسارة الوظائف في حالات مختلفة لم يؤدي إلى تغير في السوق بل مجرد خسارة للوظائف وانتقال الناس للعيش في مدن أخرى أو حتى دول أخرى.
التعليقات