نِعْمَ من أتقن فن الصداقة...نَعَم إختيار الصديق فن، إذا أسسنا هذا القول على اعتبار أن الفن هو "كل عمل يعود على شخص أو نفر من الشخوص بالمنفعة سواء كانت معنوية (المتعة، السعادة، السمعة الطيبة...) أو مادية (الأرباح و المكاسب...).

بيد أن أغلب البشر لا يتقنون هذا الفن - هذا ما يشهد عليه البعد الواقعي على الأقل-.

يمكن اعتبار فن الصداقة أنه وليد الفطنة و البصيرة النافذة مجتمعتين، على أن متقني هذا الفن إما قد فُطِروا عليهما (الفطنة و البصيرة) و إما قد اكتسبوها من تجربة حياتية و عملية ثريتين.

تنص "شريعة" فن اختيار الصديق أن الأصل في الصاحب أن يكون متكاملا - ليس القصد من ذلك أن يبلغ حد الكمال الإلهي لأن ذلك مستحيل- لكن أن يتحلى بجميع صفات الصديق الحق، فتجده على الخير معينا، و من الشر مانعا و من الضلالة منبها و من الغفلة موقضا و في الخطأ ناصحا و في النجاح مباركا و في السقوط مشجعا و في الضعف عزيزا...

و عليه من أراد اتقان هذا الفن سيكتب له العيش حسب شريعة هذا الأخير (الفن)! ، فإن جحد هن صفة من الصفات المذكورة سيكون عند متقني هذا الفن من "الآثمين"!!