يعد الفيسبوك و وسائل التواصل الإجتماعي بشكل عام بيئة خصبة لدراسة السلوك البشري حتى أصبح يقال أن الفيسبوك أصبح مصدراً مهما للعلوم الإنسانية، فمع هذه الكمية الهائلة من البيانات أصبح بالإمكان معرفة الحالة العقلية والنفسية للشخص ودراسة سلوكه ونمط تفكيره ومعرفة كيف يمكن أن يؤثر محتوى معين على الشخص بطريقة معينة، كل هذا وأكثر يتم فعله من خلال البيانات التي نقدمها نحن بشكل مجاني وبكل سهولة للفيسبوك. وفيما يلي مجموعة من الأفكار التي يشير إليها باحثون أكاديميون وعلماء اجتماع حول مواقع التواصل الاجتماعي.
يعد تفحص صفحاتنا الشخصية على الفيسبوك وسيلة ممتازة لتعزيز أحترامنا لذاتنا، ولكنه أيضا وسيلة ممتازة لإستنزاف الدافع للقيام بأي عمل، لذلك يمكننا أن نلاحظ أن رواد الفيسبوك يبدون تراجعا في الأداء الدراسي وزيادة في التسويف والمماطلة. كذلك فإن قائمة أصدقائك على الفيسبوك ربما تكشف عن طبيعة شخصيتك، كما أن ما تعجب به يمكنه أن يكشف ميولك السياسية وأرائك وتوجهاتك ودينك وعرقك وما تفضله وما تخافه وكيف يمكن توجيهك لفعل شيء ما.
كلما زاد عدد أصدقاء المراهقين على الفيسبوك قلت حالة الخصوصة لديهم، فيقوم المراهقون بمشاركة منشوراتهم وصورهم والمعلومات الشخصية عنهم وحالتهم النفسية والعاطفية على الفيسبوك، وقد يصبح الفيسبوك بالنسبة للمراهق مهرباً من الضغوط النفسية والإجتماعية وتجنباً لمواجهة الواقع والتعامل مع ضغوط الحياة.
أيضا يمكن من خلال الفيسبوك معرفة من يستحق التوظيف من خلال متابعة منشوراته وإهتماماته وجودة وطبيعة ما ينشره، ولذلك يقول الخبراء بأن الصدق هو أفضل سياسة يمكن إتباعها عند البحث عن عمل على مواقع التواصل الإجتماعي، وتقول الدراسات بأن الأشخاص الذين ينفسون عن جميع مشاعرهم على الفيسبوك فهم غالبا غير مستقرين، ولكنه يساعدهم على تحسين شعورهم.
حتى وقت قريب لم يكن العلماء والباحثين يحلمون بهذا القدر من المعلومات التفصيلية التي توفره وسائل التواصل الإجتماعي، ففي رأيك، هل نحن على أعتاب طريقة جديدة من ممارسة العلوم الإجتماعية؟ وكيف ساهم الفيسبوك في تغيير نظرتنا ناحية أنفسنا وناحية مجمعاتنا؟ وكيف يمكننا تجنب تأثيراته السلبية على شخصيتنا على المدى البعيد؟؟
التعليقات