أنا من تشرب منها مشروبك المفضل، وأنا من تحفظ فيه طعامك، وأنا من اقتحمت كل الصناعات وسدت كل المنتجات وغطيت وجه الأرض وقيعان البحار والمحيطات وتسببت في الأذى للعديد من الأشخاص.
أعرفك بنفسي أنا البلاستيك أنا أساس الصناعة في عالمنا الحديث واللبنة الأولى لكل المنتجات التى يستخدمها الإنسان في حياته اليومية فهل تعرف تاريخى؟
تم اكتشاف اللدائن أو باللفظ المتعارف عليه البلاستيك عام 1856 م على يد الكيميائى الإنجليزى ألكسندر باكيس، وتم تصنيعة على يد الدكتور ليو بولارد عام 1909م، وتطورت الصناعة يومًا بعد يومًا وأصبحت تدخل في كل شئ وتحل محل العديد من الخامات لعدة أسباب منها؛ وزنها الخفيف، وصلابتها العالية، ومقاومتها للظروف الجوية، وسهولة تشكيلها وصبها واستخدامها بكل الألوان ورخص ثمنها.
اليوم أصبحت صناعة اللدائن تُشكل العديد من الأنواع مثل البولى الإيثيلين، والبولى بروبلين، والبولى ستايرين، والبولى أميد، والبولى يوريثان، والبلاستيك المضاد للصدمات، والعديد من الأنواع التى تدخل في الصناعة طبقا لمواصفات كل منها.
وتكمن الكارثة هنا في استخدام البلاستيك فى الصناعات الغذائية؛ إذ تجد كل المنتجات الغذائية إما معبأة أو مغلفة بأنواع من البلاستيك، وهناك من يدعون أن هناك أنواع من البلاستيك صديقة للبيئة ولا تمثل ضررًا على الصحة مثل البولى بروبلين.
هناك الكثير من الأنواع تسبب أمراضًا كثيرة، فكثيرًا مانسأل أنفسنا هل انتشرت الأمراض السرطانية قديمًا بنفس المعدل الذي نواجهه اليوم؟، وهل هناك ارتباط مباشر بينها وبين استخدام البلاستيك في الصناعات الغذائية؟
الإجابة نعم هناك ارتباط وثيق بين التطور التكنولوجى في صناعة البلاستيك وما تحتويه من مواد كيمياوية خطيرة وارتفاع نسب الإصابة بالأمراض السرطانية.
ولعل من أكثر المواد خطورة على الصحة مادة الديوكسين ومادة البيسفينول اللتين تدخلان في تركيب المواد البلاستيكية بنسب متفاوتة وتصنفا من المواد المسرطنة.
هل تعلم أنه في المنتدى الإقتصادى العالمى الأخير، صرحت شركة كوكاكولا صاحبة المشروبات الغازية الشهيرة بأنها لن توقف استخدام الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وفي الواقع لم يقولوها حرفيا ولكن بيا بيريز رئيس قسم الإستدامة بالشركة صرح أن الزجاجات البلاستيكية موجودة تلبيةً لطلب العملاء.
(business won't be business if we don't accommodate consumers)
بمعنى أنه إذا أراد البشر أن يدمروا أنفسهم فماذا نفعل نحن ؟
يبقي السؤال الأهم هل هناك دور فعال للشركات أن تسهم في مساعدة البشر لإنقاذ أنفسهم وإنقاذ البيئة المحيطة؟ أم يكون هذا هو دور الحكومات في إجبار الشركات على إستبدال البلاستيك بمواد آمنة على الإنسان والبيئة أم أنه يكون وعيًا من الإنسان نفسه ويرفض شراء المنتجات المغلفة أو المعبأة في عبوات بلاستيكية؟
التعليقات