تم تقسيم احتياجات الحياة إلى احتياجات أساسية والتي تم تصنيفها إلى ( مأكل وملبس ومسكن )، واحتياجات ثانوية تختلف على حسب اهتمامات كل شخص، ولكن أثبتت التجارب ان الاحتياجات الأساسية المتعارف عليها ليست كافية لإستمتاع الإنسان بحياته .
في التسعينات تسلم طبيب عمله في مركز رعاية كبار السن، ووجد أن الموجودين في المركز يعانون من مشاكل صحية ونفسيه مشتركة كبيرة، حاول معهم بالعلاج والعقاقير الطبية، ولكنهم لم يستجيبوا بل مازالت حالاتهم الصحية في تدهور.
قرر الطبيب التفكير في طريقة أخرى للعلاج، وطلب من المسئولين احضار نباتات للزراعة، وحيوانات أليفة للتربية، وقام بالتعاون مع العاملين بجلب أطفالهم إلى المركز للجلوس مع المسنين، وبالفعل بدأ المسنين بالتفاعل مع العوامل الخارجية الجديدة، وتحسنت حالاتهم الصحية والنفسية، بل تطور الأمر إلى استغنائهم عن نصف العقاقير الطبيه وتقليل جرعات الأدوية الأخرى .
أثبتت هذه التجربة نظرية الكاتب " جوزيا رويس " والتي يقول فيها، أن الحياة ليست مأكل ومسكن، وأن الإنسان لا يسعى بالحياة ان لم يكون هناك هدف حوله يعيش من أجله.
اذا طبقنا هذه النظرية على حياتنا العملية، سنجد أن الحياة بلا هدف لا معنى لها..
فمثلًا هؤلاء الذين يشكون من روتين العمل لا يطيقون العيش بدون العمل، والأم التي تشكو تربية أبنائها لا تتحمل ان يعيشوا بعيدًا عنها ولو لفترة، والطالب الذي يشكو من دراسته يستيقظ كل يوم من أجلها كي يصل إلى حلمه .
لا يمكن الإختلاف عن كون المأكل والملبس والمسكن احتياجات أساسية، ولكن لا يمكن أيضا الاستغناء عن الهدف أو وجود سبب عملي للحياة كواحد من احتياجات الحياة الأساسية بغض النظر عن ما هو الهدف، ما يهم أن هناك شيئًا يعيش الإنسان لأجله، شيء يحرك الدوافع في داخله ويُنشط عقله بالتفكير .
ما هو الشيء الذي يجعلك تستمتع بالحياة؟
وفي رأيك ما هي الأشياء الغير مشتركة بين الأشخاص، ولكن لا يمكن الاستمتاع بالحياة من دونها؟
التعليقات