"الغاية تبرّر الوسيلة "مَن منا لم يسمع بهذه المقولة ؟، انتشرت هذه المقولة ؛ مثل انتشار النار في الهشيم حتى أصبحت كأنها قاعدة شرعية وتبناها الكثير من القادة والمفكرين

لكن من قالها؟ إنه الفيلسوف والسياسي الإيطالي نيقولا ميكافيللى في كتابه الأمير- الفصل الثامن عشر من هذا الكتاب وكان يقصد بهذه العبارة أن على الملك أن يسلك في تقوية ملكه وترسيخ دعائم حكمه وحماية عرشه من أعدائه سواء في الداخل أو في الخارج وذلك بكل الوسائل والطرق بغض النظر عن مشروعيتها أو موافقتها للأخلاقِ أو الدين .

هل فعلا الغاية تُبرر الوسيلة ؟، هناك رأيان مختلفان حول هذا المقولة .

الرأي الأول : ينفون نفياً قاطعاً أن تكون الغاية مبررة للوسيلة ، ويتساءلون - هل من المعقول أن يروّج الإنسان للمخدرات لكي يصبح غنياً ؟! وهل من المعقول أن يسرق الإنسان لكي يحقق هدفاً من أهدافه ؟ كيف تكون هذه العبارة جيدة وهي قائمة على أرضِ غير صلبة ؟!...

الرأي الثاني: يتفوقون مع المقولة في كثير من الأحيان ، و يبرهنون على صحة هذه المقولة من خلال هذه الأمثلة : -نلجأ الى الكذب مثلا..لإصلاح ذات البين. وما فعله الخضر عليه السلام عندما خرق السفينة؛ فقد كان في خرقه لها ضرر، ولكنه فعل ذلك ليدرأ ضرراً أشد.....

في رأيي الشخصي، الغاية قد تبرر الوسيلة في حالة واحدة ، إن كانت الغايات نبيلة والوسائل المشروعة