أقواس النصر هي تكوينٌ معماريٌّ قديم هَدفَ إلى تمجيد أحداث الأمة العظيمة، ظهرت بدايةً بالعمارة الرومانية إذ شيدها الأباطرة الرومانيين احتفاءً بإنجازاتهم، وارتبطت أسمائها غالباً بأسماء الأباطرة الذين أمرُوا بتشييدها.

شكّلت هذه الأقواس ما يشبه البوّابات الرّسمية التي خُصِّصت لمرور مواكب النصر بالمدن الرّئيسية، وصوَّرت بعض التماثيل الموضوعة عليها القائد المنتصر وهو يقود عربة النصر!

انتشرت هذه الأقواس في أرجاء الإمبراطورية الرومانية كافة، انطلاقاً من العاصمة روما وصولاً إلى فرنسا والمغرب العربي وبلاد الشام. ويدلنا الانتشار الجغرافي لهذه الأقواس على حدود الانتشار الواسع للإمبراطورية الرومانية حينها، فحيثما وضعت سلطة روما قدمها حينها بُني قوسُ نصرٍ يخلد هذا الموضع.

العديد من تلك الأقواس ما زال باقٍ إلى يومنا هذا. ومن أشهر تلك الأقواس في المنطقة العربية أقواس النصر في جرش وصور واللاذقية وتيمقاد وطرابلس، وسقط مؤخراً عن القائمة قوس النصر الأثري في تدمر بعد دماره.

أعيد إحياء هذا التقليد حديثاً مع التحرّر من العديد من القواعدِ التي جعلتْ أقواس النصرِ التي سبقتها متشابهةً، لتظهر سلسلة مستحدثة من تلك الأقواس بتصاميم أكثر عصرية، أما الفكرة من تشييدها فلم تتغير! الاحتفال بالنصر؛ ولكن من المنهزم؟ إنه الإنسان.

ربما لم يسمع الكثيرون عن وجود هذه الأقواس، وربما تباطأت وتيرة تشييدها اليوم، فهل سيأتي يوم تُشيَّد فيه أقواسٌ احتفاءً بالعلم أو بالسلام؟

يمكنكم الإطلاع على عينة من هذه الأقواس في الصور الآتية: