مجتمع للمبدعين لمناقشة وتبادل الأفكار حول التدوين وصناعة المحتوى. ناقش استراتيجيات الكتابة، تحسين محركات البحث، وإنتاج المحتوى المرئي والمسموع. شارك أفكارك وأسئلتك، وتواصل مع كتّاب ومبدعين آخرين.
لقد قرّرت أن أتوقّف عن السرقة!
الأسطورة الأولى: لا يحق لك الاستفادة مما لم تدفع له ثمنا
هذه الأسطورة سخيفة ولذلك فهي لا تقال عادة بشكل صريح مباشر بل تغلف بحبكة درامية: “المنتج تعب وسهر وتكالبت عليه الهموم فكيف تجرؤ على أن تستفيد مما أنتج دون أن تدفع؟” لو أخذنا صلب الادعاء بجدية وحاولنا اختباره: هل فعلا لا يحق لي الاستفادة مما لم أدفع له ثمنا؟ لو افترضنا أن مؤلفا توصّل لاستنتاج تاريخي مهم بعد جهد، هل يعقل أن يطلب ثمنا من كل من تصله المعلومة؟ لو قرأ شخص الكتاب وحكى استنتاجه لأصدقائه، هل عليهم أن يدفعوا لأنهم استفادوا منه؟ هل هم “سارقون” إن لم يدفعوا؟ لو استعار شخص كتابا أو قرأه في مكتبة عامة، هل يعقل أن نصفه بأنه “سارق” لأنه لم يدفع، وهل المكتبات العامة مسارح للسطو والسرقة؟ من الواضح أن حقوق النشر -على علاتها- ليست مبنية بهذه الكيفية ولا لتحقيق هذه الغاية، لكن حملات التضليل تحاول أن تزرع الشعور بالذنب تجاه تصرفات بريئة. لا ينبغي ولا يمكن أصلا أن تربط استفادة الناس بالدفع، فليست كل العلاقات البشرية تعاقدية تبادلية.
لستُ معارضا لدعم المنتجين، لكن تبرير ذلك لا يمكن أن يكون بهذه الحجة.
الاقتباس من هذا المقال:
وهذا هو الجزء الثاني من المقال:
أنت تقوم بتعميم الأمور.. ببساطة شديدة، لا يحقّ لك الإستفادة من شيء ما -تمّ تحديد مُقابِل مُعيّن للاستفادة منه من قبل مالِكه- وأنت لم تدفع هذا المُقابِل. أمّا إذا لم يتمّ تحديد مُقابل وكان هذا الشيء مَشاع فلا مُشكلة وهذا أمر منطقيّ، في المثال الذي ذكرته وهو المكتبات العامّة، بالطبع المُؤلّفون يَعلمون أنّ كُتبُهم تُوضَع في مكتبات عامّة، ولم يُطالبك أحد لا المُؤلّف ولا المكتبة العامّة بدفع نقود مُقابِل القراءة داخل حيز المكتبة أو حتّى استعارة كتاب، أما إذا كُنت تُريد إقتناء الكتاب بشكل شخصيّ سواء نُسخة ورقيّة أو إلكترونيّة عندها يتوجّب عليك الدفع، وإذا حصلت على ذلك الكتاب دون أن تدفع مقابله إذًا أنت تنتهك حقّ الكاتب والناشِر وفي رأيي أنّك تُعتبر قد سرقت هذا المبلغ مُقابِل الكتاب (نظريًّا) بدلًا من أنّه كان سيوضع في جيب الكاتب والناشِر.
التعليقات