"لماذا الحب؟"
سألت نفسي عندما قررت انه سيكون عنوان تدوينتي الأولى..
"ماذا غير الحب؟!"
كانت هذه اجابتي..
هنأتني احدى الصديقات - ولعمري انها من أجمل التهاني التي وصلتني - في ذكرى ميلادي قائلة: "العمر كله يا ايقونة الحب والعاطفة، كل ما اشوف شي فيه حب اتذكرج على طول.. احس تحبين الحب مادري شلون"
لن أجد لنفسي وصف ابلغ من انني أُحِب الحُب أو كما قال أحدهم: "أحب احِب وأحب انحب، وأحب الضايق ان جاني يروح ودنيته ارحَب"
لطالما كان الحب موضع تساؤل خلال كافة مراحل حياتي قرأت عنه، سمعت، تكلمت وسألت ولم أستطع حصره في كلمة او جملة ولا اعتقد حتى في مقال، فمن اين ابدأ؟
بدايةً ما هو الحب؟
أحب استخدام الأدباء لمفردة "منزل" في الحديث عن الحب والمحبوب لعمق ما تحمل من معاني فالمنزل هو السكن، وسكَن فلان إلى فلان استراح إليه واستأنس به.
والحب هو المنزل بمعانيه؛ الراحة والأنس والدفأ والأمان، أمان أن تكون أنت على حقيقتك المجردة أمام من تحب وإذا ما تاهت منك في زيف الحياة وجدتها في عينيه ساطعة، مشرقة لا تشوبها شائبة، أنس يبدّد وحشتك، وراحة تحتوي تعبك، ودفأ يذيب صقيعك.
وعلى الرغم من كل معانيه وعمقها يخلط البشر-وكنت أحدهم- بينه وبين الإعجاب وسطحيته حتى أصبحت تختلط عليهم المشاعر الى حد يصعب فصلها، لذلك بدأت رحلة بحث أخرى، طرحت سؤال على مجموعة من الأصدقاء عن الفرق بين الاثنين؟ وكيف تعرف/ين أنك واقع/ة في الحب؟
تفاوتت الإجابات بين الإيجاز والإسهاب، اختلفوا بين من يرى الحب دمعة وحزن ومن يراه ضحكة وبهجة، لكن اجمعوا على انه الملجأ من وعثاء الحياة، اما احدى اجاباتي المفضلة كانت: "ما يحتاج شرح، الإعجاب تحط فاصلة والحب تحط نقطة".
انا أعرّف الحب من أغنية كوكب الشرق أم كلثوم "أنت عمري" تحديداً كوبليه: "صالحت بيك أيامي، سامحت بيك الزمن"، حينما اصفح عن جميع من اساء لي اعرف ان الحب سكن قلبي، لأنه لا شيء يمكنه غسل دنس الكره والحقد في صدرك سوا الحب. الحب هو الغفران، أن أحِب هو أن اغفر.
اما بالنسبة لأحلام مستغانمي عرّفت الإعجاب بأنه: "التوأم الوسيم للحب" اذن فالحب هو التوأم الأقل جمالاً لكنه الأكثر حميمية ووفاء والأطول بال والأكبر عقل.
هو ذلك الرفيق الذي يأخذ بيدك ويعبر بك لجة الحياة إلى أن تصل شاطئ امانها، يضيء عتمة ليلك بنور ضحكاته، يُسكِن وساوس نفسك بحنانه ويرتق شقوق صدرك بحرير كلماته.
اذن لماذا الحُب؟ لماذا هو الشعور الوحيد الذي له يوم عالمي تحتفي به جميع الثقافات؟ وأكثر المشاعر التي يتغنى بها جميع الأدباء منذ الأزل؟ ويحاول العلماء فهم تركيبته وكيفية حدوثه؟
لأنه الشعور الوحيد الذي تمتلك جميع أسبابه لكن حينما تُسأل عنه لا تستطيع أن تعطي سبب واحد منطقي له، لأنه المنطق واللامنطق في آن.
" إنَّ الله يقذف الحب في قلوبنا فلا تسأل مُحبا لماذا أحببت" الإمام علي بن ابي طالب.
لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن للغني شراؤه بماله، مهما بلغت ثروتك أنت بائس مالم تكُن "راس مال اللي يبيك ورصيده"،
والشيء الوحيد الذي لا تستطيع حرمان الفقير منه فيبني به قصوره وممالكه.
لأنه الشعور الوحيد الذي يستطيع ترويض أشرس وحوش العالم ويحوله لأكثر الكائنات ألفة ولطف.
واخيراً لأنه الشعور الوحيد الذي يضع جميع مباهج الدنيا في صدرك ويسلبها منك في نفس الوقت.
لماذا الحب؟ ما الذي غير الحب يستحق الاحتفاء؟!
التعليقات