تخيّل لو أنّني أستقبل بريدًا أسبوعيًا من كاتبي المُفضّل، وأقرأ له مقالاً أسبوعيًا أيضًا ويشارك معي بعضًا من مقتطفات عمله الأدبي القادم، هل سأنساه؟ بالتأكيد سأشعر أنه كاتبٌ مهتم بقُرٍاءه، وسأتطلع لجديده بكل شوق وربما سأكون من أوائل المشترين لمؤلفاته.

 يعرف هذا الفعل في التسويق بالتسويق بالتنقيط Drip Marketing، فما هو التسويق بالتنقيط وما علاقته بالكاتب؟ 

حسنًا..التسويق بالتقطير هو عبارة عن إرسال رسائل إلكترونية محددة وفي وقت محدد تكون مجدولة ومأتمتة مسبقًا، تستخدمها الشركات حتى تبقى على تواصل مع الجمهور ولا تغيب عن ذهنه البتّة.

أُخذت هذه الاستراتيجية التسويقية من الري بالتقطير، وهي طريقة تقليدية للسقي فوائدها تكمن في بقاء النبة رطبة دائمًا أفضل من إشباعها مرة واحدة ثم إهمالها…

 كذلك هو الأمر بالنسبة للجمهور المستهدف لأنّ كثرة الرسائل والإعلانات تجعله يلغي الاشتراك وتصل نسبة ذلك حتى 39% حسب إحصائيات التسويق بالمحتوى لهذه السنة.

سؤال يطرح نفسه بقوة، لماذا هذه الاستراتيجية دون غيرها؟ يمكن لحملات التنقيط هذه أن تحول الزائرين والعملاء المحتملين إلى زبائن، وقد أثبتت الدراسات أنّ أكثر من 90% من المستهلكين يميلون للشراء من الشركات التي لا تزال تتذكرهم، ببساطة لأن الإنسان يحب أن يكون مميزًا حتى عند علامته التجارية المفضلة.

 ولكن بماذا تفيد هذه الاستراتيجية الكاتب؟ 

 لا يخفى علينا بأن القاريء اليوم يتميز بسرعة النسيان، ليس لأن ذاكرته ضعيفة بل لأن المشتتات كثيرة فقد أصبحنا ننسى الرد حتى على أفضل أصدقائنا فكيف هو الحال مع كاتب ينشر مرّة في الشهر.

أرى أنه على الكاتب أن يعتمد هذه الاستراتيجية، ويضع خطة محتوى منظمة وينشر منشوراته ويرسل نشراته في توقيت مدروس حتى يبقى في ذهن القارئ، وهذا هو تحدي الكاتب اليوم.

ما رأيكم في هذه الاستراتيجية وهل تعتقدون أنها فعّالة؟ شاركوني طرقكم في البقاء على تواصل مع جمهوركم ولو كان صغيرًا؟