على مدى عدة سنوات درست الآثار الفردية والأسرية والمجتمعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للشبكات الاجتماعية على الأفراد، وقد دافع بعض الخبراء عن استخدامها بحجة أنهم يشجعون على نشر المعلومات على نطاق واسع بين الأفراد والجماعات والدول، كما لم نعد بحاجة إلى أن نكون قريبين جسديا من أجل التفاعل أو الاجتماع مع بعضنا البعض فـ التكنولوجيا اصبح لها الدور في ذلك فقد جعلت من العالم قرية كونية بحسب مارشال ماكلوهان، وهناك أبحاث أخرى حذرت من أن الاستخدام المتكرر والغير الحكيم للشبكات الاجتماعية يخلق ضررا بالغا للفرد على مستوى الصحة العقلية كـ القلق والاكتئاب والسلوك الإدماني تجاه المنصات والتطبيقات والهواتف الذكية وتفتيت التركيز وتشويه الأفكار حول العالم وتدمير التفكير النقدي أي الذي يقود الشخص إلى تقييم بيئته واختياراته، وعلى الرغم من ذلك هناك مستخدمون يعتبرون أن الشبكات الاجتماعية سمحت لهم بتقصير المسافات والتواصل بشكل أفضل مع أحبائهم وتمكين أنفسهم من خلال نشر معلومات ممتعة دائما عن أنفسهم باسم حرية مفترضة في اتخاذ القرار وإظهار أنفسهم على الرغم من أنهم نادرا ما يفهمون ما هي تلك الحرية وما تعنيه، ويجادل هؤلاء المستخدمون أنفسهم أيضا بأن الشبكات تدفع العمل السياسي والرأي الديمقراطي، على الرغم من أنه بالنسبة لبعض الباحثين مثل الباحثة في علم الاجتماع زينب توفكسي التي تفترض أن الشبكات لا تسمح إلا بخلق تعبئة فورية دون آثار دائمة مع مرور الوقت ويمكن تنظيم أي احتجاجات بسهولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ولكن نادرا ما يتم كسب المطالب من الدولة، ومن ناحية أخرى هناك مستخدمون تعرضوا لعنف منهجي وقاس على الشبكات الاجتماعية مثل التحرش الجنسي والاضطهاد بسبب الأفكار السياسية والهوية العرقية والاعتراف الديني وغيرهم.

من الواضح أن الشبكات الاجتماعية هي بيئات معادية يتطلب أمرها الكثير من الحكمة لتحديد جزء من مساحاتنا الافتراضية ومن نسمح له بالتفاعل معنا وما نريد إظهاره و لأي غرض، فـ عند التفكير فيما إذا كانت الشبكات الاجتماعية تساعدنا على إجراء أي تحول في المجتمع أو القضاء على العنف وعدم المساواة التي نعيشها يوميا من المهم أن نأخذ في الاعتبار واحدة من أهم مساهمات أودري لورد في الفكر الاجتماعي المعاصر: "أدوات السيد لن تفكك منزل السيد"، فـ الشبكات الاجتماعية ليست الأداة المناسبة لإحداث تغييرات إيجابية في الشخص والمجتمع، والواقع أن اختيار استخدامها أو عدم استخدامها لا يمكن تعريفه حتى على أنه موقف سياسي وهذه ليست مفيدة للقضاء على الظلم أو التشكيك في العنف لأنها جزء من نفس المسألة: هيكل الاستغلال الطبقي والقمع، فالشبكات الاجتماعية التي هي تكنولوجيات وفي الوقت نفسه وسائل للترفيه مثل آلة القمار أو لعبة الكازينو تقضي على الفردية والمجتمع، والمشكلة أنها تستعمل كبديل للاقتصاد والسياسة، فقد تستخدم التجمعات السياسية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية الشبكات الاجتماعية لنشر المعلومات والوقوع في الخداع فهي تعتقد أنها تغير العالم ولكنها جزء من نفس النظام الذي يضطهدها، فهم ينشرون معلومات يعتقدون أنها تساهم في التكوين السياسي من خلال خيوط تويتر وملاحظات الفيس بوك ومقاطع فيديو Instagram ، لكنهم لا يدركون أن هذه لا تجد صدى في المستخدمين الذين فقدوا بالفعل كل قدراتهم الحرجة، فهي تعمل على مقابلة أشخاص لديهم مصالح سياسية مشتركة ومع ذلك يحتاج التكوين السياسي إلى استراتيجية وتربية تتعارض مع طبيعة الشبكات الاجتماعية التي يحدث لها الاستبداد الذاتي على أساس تدهور منطق المستخدم، وهذا الأخير ضروري لتراكم الفوائد الاقتصادية من قبل مراكز التسويق التكنولوجية التي تقدم الخدمات للمستهلكين من الشبكات والتطبيقات حيث أن جوجل والفيسبوك أمثلة ممتازة على ذلك.