ليفترض أن حرية التعبير هي الحرية التي تدعم أساس حياة الفرد، وهذا ما يسمى قيمة الإنجاز الذاتي لحرية التعبير، فـ حرية التعبير ترتبط ارتباطا وثيقا ليس فقط بحياة الفرد، بل أيضا بإدارة المنظمات والمجتمع، وذلك لأنه من أجل إدارة منظمة أو مجتمع ما يجب على الناس التواصل من خلال التعبير والاتفاق على الشواغل المشتركة، ولا يمكن تحقيق الديمقراطية في مكان تكون فيه الديمقراطية نظاما يفعل ذلك على الصعيد الوطني ولا توجد فيه حرية التعبير، وهذا ما يسمى قيمة الحكم الذاتي لحرية التعبير، لكن لا يمكن تحقيق الديمقراطية دون حرية التعبير... ولكن الديمقراطية يمكن أن تقمع في بعض الأحيان حرية التعبير، الديمقراطية هي نظام للتوصل إلى اتفاق من خلال المناقشة، ولكن إذا لم يتم الاتفاق عليها بكل الوسائل فإنها ستقرر الأمور في نهاية المطاف بقرار الأغلبية، وعملية الديمقراطية الأصلية للتوصل إلى اتفاق تهمل، وهذا يكون سبب القضاء على رأي الأقلية تحت اسم الديمقراطية، ويمكن للديمقراطية أن تقمع بسهولة حرية التعبير لأولئك الذين يدعون إلى رأي الأقلية إذا أساء استخدامها، لذلك احترم أولئك الذين يسعون إلى الديمقراطية الحقيقية حرية الدعوة إلى الأقلية والمعارضة... قال الفيلسوف الفرنسي فولتير "لا أوافق على رأيك لكنني سأدافع عن الحق في تأكيده"، وأنه "من المهم أكثر من الحرية أن نقول نفس الرأي الذي نقوله، ولكن أن نسمح بالحرية في الآراء التي نمقتها"، أن الأقلية والمعارضة حرتان في التعبير.