تعد الكتابة رسالة ذات قيمة معبرة، يشارك صاحبها أفكاره ويلامس واقعه بالبوح بمشاعره وما يختلج داخله مع القارئ للمساهمة في رفع المنظومة المعرفية، وخلال ممارسة هذه المتعة الأشبه بتنفيذه لرويتنه الضروري كالأكل والشرب.
قد نتساءل ما إن كانت الكتابة حقا فطرة توهب أم مهارة تكسب؟
في الحقيقة لو بحثنا في الأمر لوجدنا الكثير من الرؤى واختلاف وجهات النظر بين اتجاهين وكل منهم لديه براهينه في هذا المقام، لكن في الأخير سنتوصل الى اتفاق بأن الكتابة مزيج بين الموهبة الفطرية و المهارة المكتسبة التي تتطور بالتعلم والممارسة. فأول دافع للكتابة كان وليد الفطرة قد راود الكاتب في لحظة ما، فإستجاب فيها لنداء الذي حثه على الكتابة مستحضرا قلمه وكلماته، لكن في خضم ما كان يكتبه من كلمات رأى أنه لابد من صياغة مضبوطة للقواعد الإملائية والنصية هذا ما حفزه لتنمية مهاراته الكتابية.
كما أن الأمر يكمن أيضا في المجال المتخصص الذي اختاره الكاتب للكتابة فيه، على سبيل الذكر:
- الكتب الفكرية والعلمية: تصنف ضمن المهارات المكتسبة التي تحتاج الى زاد معرفي متخصص في المجال، الذي قد يستغرق فيه الكاتب سنوات من أجل دراسته والبحث فيه.
- الكتابة الأدبية الإبداعية (الروايات، الشعر، قصة...): تصنف البعض منها ضمن المواهب الفنية التي تمزج بين مشاعر وأحاسيس الكاتب وبين الواقع الذي يعايشه.
إذا كيف يعرف الكاتب إذا كان موهوب من الفطرة أم مهارة اكتسبها بالتعلم ؟
قد أوجز لك ذلك، من خلال تحديدك للمجال الذي تكتب فيه تستطيع معرفة منبع قدراتك الإبداعية، لكن يبقى الأمر نسبيا فقط، لأن الموهبة نفسها تحتاج لقدر من الجهد والممارسة حتى تنمو ويمكن الاستفادة منها.
كما أن الكاتب المتميز هو الذي يضفي على كتاباته مزيج بين الموهبة والمهارة حتى يستشعر القارئ حضوره العفوي البسيط وبين زاده المعرفي الرصين.
برأيكم يا أصدقاء، هل الكتابة وليدة الفطرة أم مهارة مكتسبة؟ وماذا عن كتاباتكم كيف ترونها؟ وفأي مجال تكتبون؟ شاركونا أفكاركم.
التعليقات