إن افترضنا أن الزخم الحقيقي لانتقال الأعمال إلى الانترنت قد بدأ في 2010 (مع أن البداية الفعلية أقدم من ذلك)، فعشر سنوات كانت كفيلة بنشر ثقافة صحية وصحيحة عن مفاهيم العمل، والمسميات الصحيحة له، ومن المؤسف أن نجد بعد كل هذه المدة من يخلط بين الأمور بهذا الشكل الكارثي، والسبب في ذلك يعود إلى كل الأطراف مقدمي الخدمات والشركات والناشرين على حد سواء.

من المؤسف أيضاً أن نجد مؤسسة بحجم وتاريخ الجزيرة تسمي من يكتب في منصة “ميدان” التابعة لها “محررين”، لا أعلم ما السبب، ربما لاستقطاب المزيد من الكتاب بمنحهم لقباً قد يوحي بالمزيد من “المكانة الاجتماعية” أو “الخبرة في المجال” للتفاخر أمام الأقران. أعرف عدداً لابأس به من هؤلاء “المحررين” لم يحرر مقالاً في حياته، وما يكتبه بالكاد يصلح مايكتبه للنشر على مدونته الشخصية ليشاركه مع الأصدقاء.

الكثير اليوم ممن يعملون في الفضاء الرقمي يعملون دون أن يعرفوا ماهية مايقومون به، أو لسبب ما لايعرفون التوصيف أوالتعريف الدقيق لمسماهم المهني، ولذلك أردت توضيح الفرق بين أكتر المسميات تداولاً في هذه الأوساط اليوم، والتي يحدث بينها خلط كبير، وذلك على أمل تسهيل حياة أي شخص يريد دخول أي من المجالات خاصة الشباب الجدد الذين يبدؤون حياتهم المهنية في هذه الظروف الصعبة، وحديثي هنا عن الفرق بين “صانع المحتوى” ومسميات مثل “اليوتيوبر”، والفرق بين “المُدون” و”الكاتب”.