في السنوات الأخيرة أصبح هناك ألاف من كُتاب المُحتوى العربي في جميع المجالات العلمية المختلفة، سواء كانت كتابة ورقية، ام على المواقع الإلكترونية، ونتيجة ذلك وجدت كميات كبيرة من المحتوى العربي المكتوب، وعلى الرغم من ذلك عند اللجوء إلى المصادر يكون خيارنا الأول هو المحتوى الأجنبي، حتى كُتاب المُحتوى العربي يبحثون عن مصادر أجنبية ليثرون بها محتواهم .
يتفق معظم العرب على ضعف المُحتوى العربي، في حين أنه لم يفكر احدا في مناقشة الأسباب، وإيجاد حلول بديلة لتُعزز من هذا المحتوى .
عندما خطرت لي هذه الفكرة وجدت من وجهة نظري ان السبب في ضعف المحتوى العربي حاليًا هم الكُتاب أنفسهم، وذلك لكونهم لم يبحثوا في تطوير هذا المحتوى ولا يعملون على خلق جديد به .
فمثلا يتعامل بعض الأشخاص مع كتابة المحتوى بأنها مجرد كلمات مصفوفة بجانب بعضها البعض دون التحري من صحة ام خطأ المعلومات المقدمة، مما أدى إلى فقد الثقة في سلامة المحتوى العربي .
كذلك يتعامل معظم كُتاب المحتوى مع الترجمة بأنها نقل من الأجنبية إلى العربية، ويتعاملون مع إعادة الصياغة بأنها استبدال كلمات، وأن المقال الحصري هو مقال مُختلف في الأسلوب وليس المحتوى .
في حين أن كتابة المحتوى لابد وأن تقدم جديد، فمثلا نتعامل مع الترجمة بأنها رؤية الأفكار بثقافات مختلفة ونقتبس منها فكرة أخرى لنناقشها .
قد تكون من الأسباب والمشاكل أيضا قلة مصادر التعلم عن كتابة المحتوى باللغة العربية، سواء كانت كتب أو دورات تدريبية، في حين أننا نحتاج تعلم كتابة المحتوى العربي من مصادر عربية لأنه يختلف اختلافات كثيرة عن المحتوى الأجنبي، فمثلا يمكننا أخذ بعض الأفكار من محتويات التعلم الأجنبية، ولكن من الصعب صياغة المقال بنفس الصياغة الانجليزية .
منذ راودتني هذه التساؤلات، أصبحت تراودني أيضا اننا بحاجة الى النهوض بالمحتوى العربي، سواء كان بتقديم جديد او باحترام قواعد الكتابة، وأعتقد أن ذلك يمكن تطويره بالقراءة لكُتاب قدامى، ودراسة قواعد اللغة بشكل سليم، وفيما بعد ربما يكون منا من يُعلم المبتدئين كتابة المحتوى العربي بشكل سليم .
في رأيك ما هي اسباب ضعف المحتوى العربي؟ وكيف يمكن النهوض به مرة ثانية؟
التعليقات