كيف ابدا بتأليف الكتب ؟

مرحبا..

أولا ما يحدث معك طبيعي جدا في هذه المرحلة فلا تتثبّطي بسببه ولا تتوقفي..

أما نصائحي لك فهي كالتالي:

عليك أولا تحرير فكرة الكتاب أو الرواية، أي كتابة ملخص عام للفكرة في حال كانت متخمرة عموما في ذهنك لا من النوع الذي ينطلق بفكرة مسبقة ولكنه ينتهي حيث انتهى..

عندما تقومين بذلك (يكون التلخيص متعلقا فقط بالفكرة العامة، عن أي شيء تتحدث وإلى أي شيء تريد الوصول)

لاحقا نبدأ بالتفكير في تطور الفكرة كيف تبدأ وعرضها وكيف تنتهي ونحدد لكل مرحلة أفكارا عاما تشبه كل واحدة فيها النواة التي تنبعث منها مدارات خاصة بها (تضعين كل فكرة عامة في صفحة على شكل خريطة ذهنية، فكرة مركزية تتفرع منها أفكار وعبارات واقتباسات وتشبيهات وربما حتى تراكيب بلاغية أو عناوين كتب وموسيقى وأفلام لها علاقة بالفروع وتخدم فكرتها)، هذا يفيدك بأنك ستنطلقين من بنك أفكار غزير يغطي كل مراحل مشروعك..

كما أنه يفيد توزيع مادتك الثقافية والفكرية عليها جميعا فيحدث التوازن بينها من حيث الاقتباسات والعبارات الملهمة والترشيحات وو، وتجنبك الضياع وفقدان البوصلة والتشعب مبتعدة عن الفكرة الأصلية..

كما تعينك على ضبط ذلك التشعب عند حدوثه وتحويله إلى مسارات وقصص فرعية تثري الموضوع الأصلي وتشوق القارئ وتجنبه الملل..

أحب تسمية تلك الأفكار العامة أو المؤشرات أو رؤوس الأقلام بالأفكار المشعة لأنها تنير لك طريقك وتظهر لك زوايا جديدة لم تكن قد خطرت لك من قبل، وأيضا لأنها تحفزك عندما تشعر بالإحباط وبالفتور (وهو طبيعي) لأنها تشعرك بأن لديك فكرة متينة وأنك تستطيع حتى في أشد حالات ضعف المخيلة إتمام عملك لأنك قمت باستغلال فترات التحفيز وخصوبة المخيلة في تأسيس قواعد لفصول ستمر بها مستقبلا..

أيضا من النصائح، عدم تكرار قراءة المكتوب في كل مرة لأنه يجعلك تركز فيما كتبته لا فيما ستكتبه وستجد أنه عالق في دوامة التعديل والتبديل حتى تشذ عن منظورك الأول وتجد أنك قد بعثرت أوراقك وتشابكت الأفكار المتضادة في رأسك..

فالرأي عندي هو إتمام الأمر ثم مراجعته وتنقيحه، وحتى إذا لم يقنعك يكون مشروعا أولا يبنى عليه ويحفزك لما بعده ولا يوجد كاتب فذ ولا روائي عبقري ولدَ كذلك، جميعهم مروا بتجارب ضعيفة ومتوسطة، بل هي حتمية ومهمة جدا لاكتشاف وتطوير أسلوب خاص.

بالتوفيق.