هل يُمكن التوفيق ما بين التّطور الدارويني من جهة والوعي البشري وحرّية الإرادة من جهة أخرى: لمحة سريعة حول كتاب The Human Instinct
بدأ كثير من المؤمنين بالديانات السماوية (إسلاما ومسيحية) التكيف مع نظرية التطور، بعد سنين طويلة من العداء والتكفير للمتبنين لهذه النظرية. هذا أدى إلى ردة فعل شديدة اللهجة من التطورين الجدد وأتباعهم وتهجمهم على مؤمني الديانات بالسذاجة والتخلف. شيء جميل أن نجد عالما تطوريا (دينيا) لأن المجال هذا أصبح مرادفا للإلحاد بصورة مثيرة للإشمئزاز.
النقطة الأخيرة التي أريد التنويه لها: أن الملحدون التطوريون كسام هاريس والذي أوردت كلامه في المقال، يشبه في كلامه فرقة الجبرية، التي تعتقد أن كل الإنسان مسير لا مخيّر. ولكن التطوريون الجدد ينسبون التسيبر للطبيعة والتطور وليس لله. تناقضها -أي فرقة الجبرية- على الطرف الآخر فرقة القدرية، التي تؤمن أن البشر يخلقون قدرهم وأن علم الله يطرأ تلك اللحظة، بمعنى أن علم الله ليس بسابق لأعمال الخلق. هل مصطلح (حرية الإرادة) يشبه معتقد القدرية أو له معنى آخر؟ لأن هذا المصطلح حرية الإرادة Free Will ورد في الأدبيات المسيحية وليس الإسلامية. هذه نقطة مهمة لتكوين رأي (إسلامي) عن الموضوع.
لمحنك السريعة أسرع من المعتاد ^_^ لكنها جميلة جدا وأعجبتني الإشارة إلى الكثير من الدراسات الوهمية ذات الطابع العلمي، أو "الباراشوت لا يعمل ولكن هناك مصيدة"!!
التعليقات