يفضل أن تتناول تاريخ الجزائر قبل الإسلام و ان تتحدث عن الأمازيغ و ثقافتهم ..
هل من كتب تتحدث عن تاريخ الجزائر بشكل مبسط ؟
علينا اذا ان نتحدث اولا عن الثقافة و الحضارة
من كتاب علي بيكوفتش الاسلام بين الشرق و الغرب
العلم و التكنولوجيا و المدن و الدول كلها تنتمي الى الحضارة
الدين و العقائد و الدراما و الشعر و الالعاب و الفنون الشعبية و القصص الشعبية و الاساطير و الاخلاق و الجمال ... يمثل هذا كله الخط المتصل للثقافة الانسانية
اطلع اذا اردت على الفصل الثاني من كتابه حيث يعالج فيه هذا الموضوع بالذات
هؤلاء الشعوب التي ذكرت تفتقر الى كل عناصر الحضارة بل عاشوا في انظمة قبلية و ليس في المدن (المباني الشاهقة ليست ضرورية) و التي هي حاضنة الحضارة (الحضارة بدأت فقط حوالي 4000 قبل الميلاد في العراق اما الثقافة فأقدم من ذلك بكثير)
لذلك تاريخ الامازيغ ليس مهمش بل لا يمكن الحديث اصلا عن تاريخ للامازيغ(الا اذا كنت تعتبر الحديث عن اصول الاعراش و الصراع بينها تاريخا) لانه لاوجود لاحداث كبيرة او علوم او انجازات او تأثير على خط سير الحضارات في العالم
بالمقابل يمكن الحديث عن ثقافة الامازيغ او الهوسا او المغول او غيرهم من المجتمعات القبلية
لذلك تاريخ الامازيغ ليس مهمش بل لا يمكن الحديث اصلا عن تاريخ للامازيغ (الا اذا كنت تعتبر الحديث عن اصول الاعراش و الصراع بينها تاريخا) لانه لاوجود لاحداث كبيرة او علوم او انجازات او تأثير على خط سير الحضارات في العالم
يبدو لي أنك لست مطلع عن الحضارة الأمازيغية أصلا، سيلزمني الأمر ساعتين أو أكثر حتى أعطيك عينة ولكن للأسف ليس لدي الوقت الكافي لذا سأختصر لك الطريق وأدعك تنجز "واجبك المنزلي".
لاوجود لاحداث كبيرة او علوم او انجازات او تأثير على خط سير الحضارات في العالم
لا أعلم من أين أبدأ لك صراحة، فالتاريخ الأمازيغي ما قبل الإسلام يزخر بشخصيات أمازيغية دينية وأدبية وعلمية و حربية فهناك علماء وأدباء وقادة جيوش غيروا مجرى التاريخ وأغلبهم ألفوا باللغة اللاتينية عندما كانت اللغة اللاتينية هي لغة العلم والعالم مثل ماهي الإنجليزية اليوم، سأبدأ لك بأبرز الشخصيات الأدبية مثل القديس أوغسطين أحدث أعظم المؤثرين في الديانة المسيحية الغربية وكاتب أول سيرة ذاتية في العالم، لوكيوس أفولاي صاحب أول رواية كاملة في تاريخ البشرية"الحمار الذهبي" ، ترنتيوس آفر من أشهر كتاب المسرح في الثقافة الأمازيغية القديمة، أرنوبوس الأكبر المفكر الأمازيغي محارب الوثنية في القرن الثالث ميلادي، حنبعل البونيقي القائد المحنك صاحب معركة كاناي والذي كاد أن يبيد فيها الرومان في أكبر مجزرة عرفتها روما في تاريخها والتي تدرس اليوم استراتجياته في المدارس الحربية العالمية (والبونقيون هم أمازيغ بعقلية فنيقية)، ماذا بعد هل أحدثك عن ششناق مؤسس الأسرة الثانية والعشرون إلى السادسة والعشرون الفرعونية؟ علما أن النفوذ الأمازيغي في مصر الفرعونية قديم جدا، هل حدثتك عن عنتي وأطلس الآلهة الوثنية الأمازيغية التي تأثرت بها الميثولوجيا الإغريقية وأصبح معبودهم وللعلم هذه الأخيرة متأثرة جدا بالميثولوجيا الأمازيغية، ولا يوجد اليوم مكان في الحضارة الغربية لا يوجد فيها إسم أطلس. كيف لا يوجد تأثير على خط سير الحضارات؟ راجع حساباتك صديقي وطالع قبل أن تتلكم لأن هذه قطرة من بحر ولا يسعني تذكر كل شيء الآن.
وفي الأخير تمعن هذه الجملة يبدوا لي أنك لم تقرأها من كتاب علي عزت بيغوفيتش الاسلام بين الشرق و الغرب
وكل من الثقافة والحضارة ينتمي أحدهما للآخر كما ينتمي عالم السماء إلى هذا العالم الدنيوي، أحدهما “دراما” والآخر “طوبيا”.
الاربع الاوائل ممن ذكرت و حتى يوبا الثاني ثقافتهم لاتينية و حنبعل قرطاجي(لا يمكن الخلط بين الحضارة القرطاجية و الامازيغ) و ششناق مجرد زعيم قبيلة غزت مصر مثل قبائل الهكسوس و النوبيين الذين غزوا مصر و لكن الجميع ذاب في حضارتها مثلما ذاب بعض الامازيغ في حضارة روما
الا اذ كنت تعتبر مدن هيبون (حيث كان اغسطين اسقفا) و مداوروش (مسقط رأس افولاي) و جميلة و تيمقاد و غيرها مدنا امازيغية
كما تلاحظ ان التأثير الحضاري احادي الاتجاه (روما الى نوميديا) و لا ينبغي مقارنة اضافة شخص اطلس الى الميثولوجيا بالتأثير الحضاري الهائل لروما على نوميديا و الاشخاص الذين ذكرتهم خير برهان فالآداب جاءت من روما و المسيحية جاءت من روما
وفي الأخير تمعن هذه الجملة يبدوا لي أنك لم تقرأها من كتاب علي عزت بيغوفيتش الاسلام بين الشرق و الغرب
ما اقصده هو ان الثقافة شيء و الحضارة شيء آخر و لم اقل ان لا العلاقة بينهما
أنت قلت أنه لا يوجد أمازيغ أثروا على الحضارات المجاورة وقد أتيتك بالدليل وهذا هو المطلوب.
مجرد زعيم قبيلة أثر في الحضارة الفرعونية ثقافيا، تاريخيا ومعماريا ووحد منطقة مصر والسودان وليبيا والشام في مملكة واحدة لأول مرة وإسمه مكتوب حتى في التوراة عند اليهود.
الحضارة البونيقة هي حضارة فينقية أمازيغية محضة ولا يمكنك إنكار هذا فالكل يعلم كيف بدأت قرطاج وكيف دخل الفينيقيون الأراضي الأمازيغية وتوسلو الملك الأمازيغي "يارباس أو هرباس" بقطعة أرض، من المستحيل أن يحصلو عليها بلا مقابل، بلا أموال ونفوذ سياسي وإختلاط في الأنساب بما أنهم قلة بل حتى تأثر ديني، وكما يصفهم التعريف في الويكيبيديا:
who traced their origins to the Berbers and Phoenicians
بالأخير أنت تعترف بالتأثير على الثقافات الأخرى ولو بالشيء القليل وليس بالهائل بعدما كنت تعتقد بشكل قطعي أنه لا يوجد تأثير، لو لم يكن هناك تأثير لما خلد التاريخ هذه الأحداث وما كنت أنا وأنت نقرءها اليوم
ولكن هذا لا يعني أن أنكر أن الحضارة الأمازيغية، كانت ولا تزال ليومنا هذا، حضارة ضعيفة وهشة جدا تتأثر بكل ما يدخل إليها لدرجة التحول عن مكنونيتها لهذا لم يذكرها التاريخ بقوة مثل بقية حضارات البحر المتوسط.
التعليقات